الاقتصاد الإيراني ينهار بعد انتشار كورونا

الجريدة نت19 أبريل 2020
الاقتصاد الإيراني ينهار بعد انتشار كورونا

الحال الاقتصادية في إيران يبدو أنها تسير نحو الانهيار أكثر بعد انتشار وباء كورونا، والقرارات المتضاربة التي تتخذها الحكومة مقابل ما يقرره وينفذه الحرس الثوري على الأرض.

وقررت الحكومة إعطاء قروض كمساعدة للمواطنين العاطلين من العمل بسبب تفشي الفيروس، فرد الحرس الثوري بدعوة الناس للتسجيل عبر شركات الهاتف الخلوي التي يملكها، من خلال التقدم إلى مكاتب هذه الشركات، ما دفع عشرات آلاف الأشخاص للتواجد داخل طوابير طويلة رغم تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، وهو ما أثار احتجاج بعض المواطنين الآخرين.

فعملية التسجيل للقرض الذي يحسم شهرياً من مبالغ الدعم الحكومي، أدت إلى تجمع الناس في الأماكن العامة دون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي والمعايير الصحية، مما أثار مخاوف بشأن تفاقم تفشي الفيروس أكثر.

وفي مقابل التضارب الداخلي، يحاول النظام نشر دعاية بالخارج تحقق مصالحه الخاصة، وتظهر قدرته على خفض الخسائر بالوباء، رغم أن الأرقام الحقيقية ما زالت ترتفع، وهو ما أجبر “الحرس” على الاستعانة بمجموعات إضافية من “الباسيج” وعناصر عراقيين من حركة “النجباء” ولبنانيين يتدربون في إيران لضبط تحركات الناس، وخصوصاً في مدينة قم.

وفي الوقت نفسه، تقوم إيران بالدعاية الخارجية والتي تكلفها ملايين الدولارات، وهو ما أظهرته دراسة لمحاولة طهران الاستثمار لبناء آلة دعاية خارجية، مستهدفة الدول الغربية، لاسيما الولايات المتحدة، وذلك عن طريق مؤسسات حكومية متعددة وأخرى “غير حكومية” يسيطر عليها.

وحددت الدراسة أسماء المؤسسات وميزانيات بعضها من عام 2019 إلى 2021، وهي وزارة الخارجية، وإذاعة جمهورية إيران الإسلامية، والأجهزة الإعلامية التابعة للحرس الثوري، ومنظمات دينية منها منظمة التنمية الإسلامية، وجامعة المصطفى العالمية، ومكتب الدعاية الإسلامية في معهد قم.

وتشير الأرقام إلى أن ميزانية منظمة التنمية الإسلامية لعام 2019/ 2020 بلغت نحو 172 مليون دولار، ولعامي 2021/ 2020 بلغت 152 مليون دولار.

وبلغت الميزانية المخصصة لجامعة المصطفى لعامي 2019 /2020 حوالي 80 مليون دولار، وحوالي 79 مليون دولار للعامين التاليين، وأما مكتب الدعاية الإسلامية في معهد قم بلغت ميزانيته 39 مليون دولار لعامي 2019 /2020 وخصص المبلغ ذاته تقريباً للعامين التاليين.

وتشير الأرقام إلى زيادة حوالي 138% في ميزانية إذاعة جمهورية إيران الإسلامية، فقد زادت من 488 مليون دولار لعامي 2019 /2020 لتصل إلى حوالي مليار و163 مليون دولار لعامي 2021/ 2022.

والأمر ذاته ينطبق على قسم الإذاعة الأجنبية في إذاعة جمهورية إيران الإسلامية، الذي خصص له حوالي 75 مليون دولار في 2019/2020 لترتفع ميزانيته إلى 180 مليون دولار في العامين التاليين.

وخصصت إيران لـ”مشروع المغتربين” في وزارة الخارجية 30 مليون دولار في 2019/ 2020 و104 ملايين في 2020 /2021 بزيادة 240%.

وحذر كاتب التقرير من الدور الذي تلعبه وزارة الخارجية وقسم الدبلوماسية العامة، ووزيرها محمد جواد ظريف الذي استطاع أن يصنع لنفسه سمعة “مضللة” وروج لنفسه باعتباره شخصية معتدلة.

وأوضح التقرير أن قسم الدبلوماسية العامة وقسم المغتربين في الوزارة يقومان بحملة “تضليل”، منوهاً إلى أن الأخير يعمل على التأثير على ملايين المغتربين الإيرانيين، الذين يقيم معظمهم في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وفي إطار هذه الجهود أيضاً يجتمع مسؤولو النظام بانتظام مع الإيرانيين في جميع أنحاء العالم وأسس عدد من هؤلاء الإيرانيين في الخارج منظمات بهدف تخفيف العقوبات والدعوة للمصالحة تجاه طهران.

وأما المؤسسات الدينية فهي تركز بشكل رئيسي على تدريب رجال الدين الشيعة، وإرسال البعثات إلى جميع أنحاء العالم، لنشر الدعاية الإيرانية، وهدفهم إنشاء شبكة من الدعاة في كل بلد موالين لطهران، وهو جهد حقق نجاحاً خاصاً في أمريكا اللاتينية وحتى في الولايات المتحدة، هناك رجال دين متعاطفون مع طهران يسافرون كثيراً إلى إيران.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.