قبل إيفانكا ترامب.. بنات وشقيقات لعبن أدوارًا خطيرة في الحكم عبر التاريخ

الجريدة نت14 يونيو 2017
قبل إيفانكا ترامب.. بنات وشقيقات لعبن أدوارًا خطيرة في الحكم عبر التاريخ

بجانب مشاركتها السياسية داخل البيت الأبيض، وتمثيلها لقضايا المرأة في الولايات المتحدة؛ تبرعت إيفانكا ترامب بنصف العائد المالي من مبيعات كتابها الذي يناقش كيفية نجاح النساء العاملات في الولايات المتحدة؛ للأعمال الخيرية؛ الأمر الذي يؤكد على الدور السياسي الهام الذي تلعبه إيفانكا بجوار والدها دونالد ترامب؛ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وجود المرأة في السلطة أو على عرش الحكم؛ شيء اعتدنا عليه؛ حيث كانت تقوم زوجة الرئيس أو الملك بدور رئيس في السلطة وصنع القرار والأعمال الخيرية والسياسية، ولكن الدور الذي تقوم به ابنة الرئيس لدولة من أكبر دول العالم؛ يجعلنا نريد إلقاء الضوء بشكل أكبر على الدور النسائي السياسي في الحكم، والمتجسد في بنات وشقيقات ذوي السلطة والحكم؛ الأمر الذي تطرقت له جريدة «الإيكونوميست» منذ عام 2011؛ في تقرير عنوانه «المزيد من البنات..المزيد من الشقيقات في مناصب سياسية هامة»؛
وهذا يؤكد أن الدور الذي تلعبه إيفانكا في البيت الأبيض لا يعتبر مبادرة أو خطوة أولى، بل إن التاريخ القديم والحديث به الكثير من الأمثلة عن شقيقات وبنات كان لهم دور هام في الحكم.
داريغا نزارباييفا.. جنبًا إلى جنب مع والدها بكازاخستان
تعتبر داريغا نزارباييفا من أهم الأمثلة البارزة للدور الذي تلعبه الابنة في الحياة السياسية عندما يكون والدها رئيسًا للجمهورية. ففي عام 2015، وبدعم من والدها نور سلطان نزارباييف، رئيس جمهورية كازاخستان؛ تقلدت داريغا منصب نائبة رئيس الوزراء لمدة عام كامل؛ وخلال ترأسها لهذا المنصب – بجانب دورها السياسي – كان لها جهود كبيرة فيما يخص مجال الطاقة الخضراء؛ والقرارات الخاصة بالاستخدام الرشيد لموارد الطاقة.
وبعد تركها لمنصب رئيس الوزراء؛ أصبحت رئيسًا للجنة الشؤون الدولية والدفاع والأمن في مجلس الشيوخ في عام 2016، ومن خلال الدور السياسي الذي تجسده داريغا في كازاخستان منذ أكثر من عشرة أعوام؛ وصفتها جريدة التليجراف بأنها «لا تحمل لقب والدها فقط؛ ولكنها تمتلك جزء كبيرًا من قوة شخصيته».
مريم نواز.. وقوى المعارضة
«يجب على نواز شريف أن يرسل ابنته مريم إلى المطبخ» *خورشيد شاه زعيم المعارضة في باكستان
بينما تعمل إيفانكا ترامب من مكتب السيدة الأولى بالبيت الأبيض، ولديها الفريق الخاص بها، إلى جانب تمثيلها لقضايا المرأة في الولايات المتحدة، تتعرض على الجانب الآخر مريم نواز، ابنة رئيس الوزراء الباكستاني؛ إلى العديد من الاتهامات، والحروب التي عليها أن تخوضها إذا كانت تنوي أن تحل محل أبيها كما يشاع في وسائل الإعلام؛ بأنها خليفة أبيها السياسية.
مريم نواز أثبتت بالفعل قوتها السياسية من خلال المشاركة الفعّالة عام 2013 في إعادة انتخاب والدها لمنصب رئيس وزراء باكستان، كما أنها تعمل الآن في حزب والدها «الرابطة الإسلامية الباكستانية»، وذُكر عنها في شبكة البي بي سي «أنها دائمًأ ما تكون مركز الاهتمام الإعلامي؛ وتمثل قوة هامة في باكستان؛ وكأنها وريثة فعلية لمنصب أبيها».
الأمر الذي يجعل مريم تحت المنظار والنقد، والعام الماضي تعرضت إلى بعض الاتهامات الخاصة بالمخالفات المالية في واقعة ««أوراق بنما»، الأمر الذي نفاه والدها مصرحًا للإعلام «تلك الاتهامات مجرد استهداف لي ولأسرتي من أجل تحقيق أغراض سياسية».
الأميرة بنج يانج و«جيش السيدة»
«العقل العسكري المُدبر»، هكذا وصف الموقع الصحفي «عالم الصين»، الأميرة بنج يانج في تقرير كشف من خلاله المجهودات العسكرية التي أوصلت بها أباها إلى العرش.
في العام 617 قبل الميلاد، كانت هناك تغييرات جذرية تحدث في الصين، حيث بدأت القوى الشعبية وبعض قيادات العسكرية بالانقلاب على إمبراطور الصين؛ جراء هوسه ببناء سور الصين العظيم؛ مستغلًا الكثير من القوى العاملة، والأموال المهدورة لتحقيق رغباته الشخصية.
كان والد الأميرة بنج يانج من بين قيادات العسكرية الذين عبروا عن رفضهم لسياسة الإمبراطور في إدارة البلاد؛ فأمر الإمبراطور بإعدامه؛ فكان رد والد بينج يانج هو تزعم حركة تمرد وانقلاب على هذا الإمبراطور.
بينج يانج، والتي كانت تبلغ من العمر عشرين عامًا، لم تقف تتابع ما يفعله أبيها من أجل هذا التمرد، بل إنها عادت إلى قرية أبيها بمساعدة زوجها، الذي ساعدها في المهام التي حددتها؛ لتساعد أباها للوصول للحكم.
وقامت الأميرة بينج يانج ببيع كل ممتلكات الأسرة؛ من أجل شراء الدروع والمعدات العسكرية، وقامت بتجنيد ما يقرب من 70 ألف جندي وتدريبهم؛ وتولت قيادة الجيش والذي لُقب بـ«جيش السيدة»، وكان الجيش بالمهارة الكافية لردع الإمبراطور المصاب بجنون العظمة والإطاحة به؛ ليجلس أبوها على عرش الإمبراطورية بفضل براعة الأميرة الشابة في قيادة جيش كبير من الرجال.
وظل اسم بينج يانج مذكور حتى الآن في التاريخ الصيني؛ واصفين إياها بالفتاة التي أطاحت بأسرة كاملة كانت جالسة على العرش لفترة طويلة.
ست المُلك.. الصالح العام أم رابطة الأخوة؟
ان الأميرة الصينية بينج يانج، على الرغم من المتاعب والحروب التي خاضتها؛ فهي تعتبر فتاة محظوظة؛ لأن تلك الحرب خاضتها بجوار أبيها، وليس ضده، على عكس الموقف الحرج الذي عاشته «ست المُلك» مع شقيقها في العصر الفاطمي بمصر.
كان شقيقها «الحاكم بأمر الله» له العديد من القرارات المتهورة؛ التي أدت إلى الكثير من التوتر الداخلي والتقلبات العلاقات الخارجية، وكانت ست المُلك متعاطفة مع فئات الشعب التي تدين بديانات أخرى، ولذلك كانت تحاول أن تغير موقف أخيها المتعصب تجاه المسيحيين واليهود، ولكن الحاكم بأمر الله كان يحب أن يستأثر بالحكم لذاته، وظل في إصدار قرارات رآها المؤرخون غريبة، مثل تغيير أوقات العمل من الصباح للفترة الليلية، أو تحريم أكل وجبات بعينها، والعديد من القرارات الأخرى التي أدت إلي التصادم بينه وبين شقيقته؛ التي رأت أن مصلحة البلاد أهم من رابطة الأخوة بينها وبين الحاكم بأمر الله، ولذلك عندما اختفى الحاكم بأمر الله في أحد تحركاته الليلة في شوارع مصر؛ كان يعلم الجميع أن لست المُلك يد في قتل أخيها، ومن ثم جعلت ابن الحاكم بأمر الله خليفته، وهي الوصية عليه، وأطلقت عليه اسم الظاهر.
هذا الدور الذي قامت به ست الملك لإعادة التوازن والهدوء إلى البلاد، أطلق عليه الدور الاستثنائي من قِبل دراسة تم نشرها بجامعة أوكسفورد، حيث أوضحت الدراسة أن المساهمات السياسية للمرأة في ذاك الوقت كانت شحيحة وخلف الستار فقط.
ينجلوك شيناواترا.. أول امرأة تتقلد منصب رئيس الوزراء تايلاند
« إن كنتم – حقًا – تحبون أخي؛ فهل ستعطون لأخته الصغرى الفرصة؟»
كان رئيس وزراء تايلاند السابق ثاكسين شيناواترا؛ يتمتع بشعبية كبيرة بين فقراء تلك البلد، وعلى الرغم من ذلك، وبعد خمسة أعوام من رئاسته للوزارة؛ بعد فوزه في الانتخابات؛ تمت الإطاحة به عن طريق انقلاب عسكري في نهاية عام 2006، واتهامه بسوء استخدام منصبه؛ الأمر الذي اضطره للرحيل عن تايلاند.
وعلى الرغم من عدم تواجد ثاكسين داخل البلاد؛ إلا أنه كان له ساعد فعّال في الأوساط السياسية، وهي شقيقته ينجلوك شيناواترا؛ والتي ترشحت لنفس المنصب في عام 2011، بالاتكاء على شعبية أخيها بين عامة شعب تايلاند؛ نجحت في الوصول إلى منصب رئيس الوزراء مرة أخرى؛ ليعود ثاكسين لحكم تايلاند متجسدًا في شقيقته الصغرى، والتي ظلت في هذا المنصب لما يقرب من ثلاثة أعوام.
ومنذ أن وصلت إلى الحكم، بدأت الانتقادات التي كانت تشير إلى أن مؤهلات ينجلوك السياسية الوحيدة التي تؤهلها لهذا المنصب؛ هي صلة القرابة بينها وبين رئيس الوزراء السابق، وقد يخطر في بالك أن ينجلوك كانت تسير على خطى ست الملك؛ لتحسين صورة أخيها أمام محبيه، وهذا بالفعل ما حاولت تأكيده في تصريح لها لشبكة الـبي بي سي بعد أن فازت بالانتخابات «أتمنى أن يمنحني الشعب التايلاندي الفرصة؛ لإثبات جدارتي وحسن نيتي»، ولكنها في عام 2014 تمت إدانتها من المحكمة الدستورية بنفس التهمة التي وجهت لأخيها؛ وهي إساءة استخدام السلطة، وطالبتها المحكمة بالتنحي عن منصبها كرئيس وزراء تايلاند؛ لينتهي بها الطريق الذي مشته على خطى أخيها إلى نفس المصير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.