مشهدان متناقضان عاشهما حزب الاستقلال ليومه السبت 8 يوليوز الجاري، في أحد أهم فصول الصراع الداخلي والخارجي من أجل البقاء، لتتجلى بشكل واضح رغبات كل جبهة متصارعة في الحزب، الأولى اجتمعت للتحضير للمؤتمر في المقر العام بالرباط، والثانية يتزعمها شباط لوحده في فاس لتوجيه رسائل إلى من يهمه الأمر.
وفي هذا السياق، التأمت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الاستقلاليين في متم شتنبر المقبل، قصد إعداد الترتيبات النهائية والمصادقة على وثائق المؤتمر ولوائح المؤتمرين. وقد تميز اللقاء بمصالحة حقيقية أبرز تجلياتها تفعيل قرار عودة توفيق احجيرة رئيس المجلس الوطني للحزب الذي جمد عضويته حميد شباط. كما تميز اللقاء بحضور أهم الشخصيات الاستقلالية وعلى رأسهم المترشح للأمانة العامة نزار بركة وتميزت المناقشات بهدوء وتوافقات مهمة حول المستقبل القريب.
في مشهد مقابل، عقد الأمين العام حميد شباط، لقاء بقاعة الحرية بمدينة فاس لقاء تواصليا، لم تحضره الوجوه البارزة في التنظيم وعلى مايبدو أن الغرض من رواء اللقاء لم يكن سوى بعث رسائل لجهات داخل الدولة، لم يسمها وإنما لمح إلى كونها هي من تتحكم في قرارات الأحزاب وأنه سيكشفها قريبا.
لم تكن تصريحات شباط هذا اليوم، لتمر بدون تعقيب ومساءلة من قبل الاستقلاليين، حيث عبر عدد منهم على هامش لقاء اللجنة التحضيرية عن استغرابهم لها متسائلين عن هذه الجهات المتحكمة وعن عدم كشفها وهل هي فعلا من تحطمت فيه منذ أن نصبته على رأس الحزب وأمرته بعرقلة عمل حكومة بنكيران الأولى ثم الانسحاب منها.
وفي هذا الصدد، روى قيادي استقلالي حضر لقاء التحضيرية للمؤتمر يومه السبت، كيف أن شباط منذ نشأته السياسية كان أداة نقابية وحزبية لدى وزير الداخلية الراحل إدريس البصري الذي استعمله للتشويش على الراحل لمحمد بوستة، معرجا على جميع مراحل تسلقه في التنظيم بمساعدة وزير الداخلية آنذاك إلى أن تم رفض منحه منصب رئيس جهة فاس التي أعطيت للعنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية في بعد الانتخابات الجماعية لسنة 2015 ليتحول شباط إلى معارض وثائر على الدولة وقراراتها ومستعملا لغة بنكيران في الحديث عن التحكم، ليخلص إلى كون ماقام به شباط هو مجرد ابتزاز للحفاظ على مصالحه.
وتعليقا على تهديدات شباط بكشف “الجهات المتحكمة في الأحزاب”، صرح ذات المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، أن هذه أصبحت مودا سياسية عند عدد من زعماء الأحزاب، إما أن تحفظ مصالحهم وإما أن يكشفوا حقائق مثيرة عن جهات داخل الدولة، وهو ما فعله الياس العماري مؤخرا في عدد من تدويناته وكذلك بنكيران وغيرهم لينتهوا في آخر المطاف بعدم الكشف عن شيء.
ويذكر أن تصريحات شباط تأتي كردود فعل عن توغل جبهة نزار بركة وسط أنصاره، خصوصا في معقله مدينة فاس وفي جهة سوس حيث اعلنوا مساندتهم لبركة وانتقادهم الشديد لأخطاء شباط على رأس تنظيم علال الفاسي.