مع تصاعد المخاوف من انتشار الجراد الصحراوي في المنطقة المغاربية،كثَّف المغرب من استعداداته لمُواجهة موجات الجراد على الحدود الشرقية، حيث نشرت السلطات عدداً من الطائرات من نوع «كانادير» استعداداً لرش أسراب الجراد بالمبيدات الحشرية، وفق تقارير محلية.
تشهد دول الجوار، خصوصًا الجزائر وتونس وليبيا، أسرابًا ضخمة من الجراد الصحراوي، وهو ما يرفع من احتمالية امتداد الظاهرة إلى المغرب. ويعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات الزراعية، إذ يمتلك قدرة هائلة على التهام كميات ضخمة من المحاصيل في وقت وجيز، بالإضافة إلى سرعته الكبيرة في التكاثر، مما يجعله تهديدًا يصعب احتواؤه دون تدخل سريع وفعال.
في ظل التساقطات المطرية الأخيرة التي أنعشت الغطاء النباتي بالمغرب، تزايدت المخاوف من أن تصبح بعض المناطق بيئة ملائمة لاستقبال أسراب الجراد، خاصة مع تسجيل وحدات متفرقة منه في إقليم طاطا. هذا التطور دفع العديد من الفلاحين إلى التعبير عن قلقهم واستنفارهم خوفًا على محاصيلهم التي يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للدخل.
إجراءات وقائية.. ضرورة ملحة
أمام هذا التهديد المتنامي، تبرز الحاجة إلى تفعيل إجراءات استباقية تضمن حماية الفلاحة الوطنية قبل تفاقم الوضع. ومن بين التدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذا الخطر:
تعزيز أنظمة المراقبة والرصد
يجب تطوير آليات الاستشعار المبكر لمراقبة تحركات الجراد، عبر استخدام الطائرات المسيّرة (الدرون) والأقمار الصناعية لتحديد مساراته المحتملة ورصد أي بؤر لتكاثره.
تدخلات سريعة وفعالة
يتطلب الأمر تشكيل فرق تدخل مجهزة بالمبيدات البيولوجية الصديقة للبيئة، لضمان مكافحة الجراد بشكل فعال دون الإضرار بالتوازن البيئي.
تعزيز التعاون الإقليمي والدولي
بالنظر إلى الطبيعة العابرة للحدود لهذه الظاهرة، يجب على المغرب تنسيق جهوده مع الدول المغاربية والمنظمات الدولية المتخصصة في مكافحة الجراد، مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، من أجل وضع خطط وقائية مشتركة.
تحسيس الفلاحين وتكوينهم
من الضروري تنظيم حملات توعوية لفائدة الفلاحين حول كيفية التبليغ عن أي رصد محتمل لأسراب الجراد، مع توفير الإرشادات اللازمة للحد من تأثيره على المحاصيل.
يشكل خطر الجراد الصحراوي تهديدًا حقيقيًا للفلاحة المغربية، خاصة في ظل الظروف المناخية التي قد تساهم في انتشاره. وعليه، فإن التحرك الاستباقي بات ضرورة قصوى لتفادي خسائر فادحة قد تمس الأمن الغذائي والاقتصاد الفلاحي. ويبقى الرهان الأكبر على نجاعة التدابير التي ستتخذها وزارة الفلاحة لضمان حماية المحاصيل الوطنية من هذا الخطر الداهم.
المغرب يتأهب لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي
