عاجل

شفشاون والمسيرة الخضراء: شهادات حية تروي ملحمة الوحدة الوطنية

شفشاون والمسيرة الخضراء: شهادات حية تروي ملحمة الوحدة الوطنية

شفشاون والمسيرة الخضراء: قصة تضحية ووحدة متجذرة

تستعيد مدينة شفشاون، بلونها الأزرق الساحر وتاريخها العريق، فصولاً مجيدة من تاريخ المغرب، وبالتحديد ملحمة المسيرة الخضراء. في خطوة تؤرخ لتحقيق الوحدة الترابية وتعزز الذاكرة الوطنية، تستحضر المدينة لحظات مؤثرة لمشاركتها الحماسية في هذه المسيرة التاريخية التي شكلت علامة فارقة في مسار الأمة.

شهادات حية: عبد السلام البكوري يروي ذكريات المسيرة

يروي السيد عبد السلام البكوري (73 سنة)، أحد المشاركين من شفشاون، كيف شكلت المسيرة الخضراء نقطة تحول في حياته، مانحة إياه زخماً معنوياً للدفاع عن الوطن. يستحضر البكوري بالتفصيل شريط السبعينيات، بدءاً من التسجيل في لوائح المشاركة، مروراً بالتجمع والانطلاق نحو سوق أربعاء الغرب، ثم القطار إلى مراكش، وصولاً إلى طرفاية عبر الشاحنات. لقد كانت تلك اللحظات، كما يصفها، تجسيداً للإحساس الوطني العميق والانتماء لأمة متلاحمة خلف جلالة الملك الراحل الحسن الثاني.

ويشير البكوري إلى أن مشاركة المغاربة من كل الأجيال والمدن كانت عرساً وطنياً عظيماً، ودرساً في الوفاء وحب الوطن. وقد بلغ عدد المتطوعين من شفشاون 50 مشاركاً، منهم خمس نساء، أظهروا جميعاً صموداً ووقوفاً صفاً واحداً. ويضيف البكوري بابتسامة، مستذكراً الأجواء الأسرية التي عاشوها لمدة شهر في الصحراء المغربية، وكيف أبدع في طبخ الطواجن المتنوعة بفضل خبرته في مجال الفندقة بشفشاون.

المنظور التاريخي: الباحث محمد ابن يعقوب يحلل الملحمة

من جانبه، يؤكد الباحث في تراث مدينة شفشاون، الأستاذ محمد ابن يعقوب، أن المسيرة الخضراء السلمية التي أعلن عنها مبدعها الملك الحسن الثاني عام 1975، جاءت في إطار استكمال مسلسل تصفية الاستعمار. أرادها جلالته مسيرة شعبية يشارك فيها جميع المغاربة بنظام وانتظام، وهو ما تجسد في تمثيلية إقليم شفشاون، حيث حمل المتطوعون القرآن الكريم، متقدمين بعزيمة وإرادة صلبة نحو هدفهم الوطني.

ويوضح ابن يعقوب أن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت محطة أساسية اكتملت بها الوحدة الترابية للمغرب، الذي يسير اليوم بخطى ثابتة نحو التمدن وتطوير جميع مجالاته الحيوية. ويشدد الباحث على أن اللحمة التي تربط الشعب بملكه، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لا تزداد إلا متانة وقوة، وهو ما يؤكد عليه المجتمع الشفشاوني كما في سائر الأقاليم المغربية، بتصميم وإرادة لا تلين.

المسيرة الخضراء: إرث وطني متجدد ودائم

إن ذكرى المسيرة الخضراء في شفشاون، كما في كل ربوع المملكة، تجسد شعار وحدة الصف وخدمة الوطن وراء قيادته الرشيدة. إن الحفاظ على هذه الوحدة هو حفاظ على الوجود والهوية والسيادة، وهو ما يعمل لأجله كل المغاربة، مستلهمين من روح تلك الملحمة الوطنية الخالدة. يمكنكم قراءة المزيد عن الأحداث التاريخية في المغرب عبر بوابة الجريدة.

التعليقات (0)

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.