المشاريع الصحية في طرفاية والعيون: تعزيز التغطية الشاملة وتحسين الخدمات

في خطوة تاريخية نحو تعزيز المنظومة الصحية الوطنية، شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وتحديداً مدينتي طرفاية والعيون، إطلاق وتدشين حزمة من المشاريع الصحية الطموحة. تأتي هذه المبادرة الهامة، التي أشرف عليها السيد أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وتماشياً مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إصلاح شامل للقطاع الصحي وإرساء دعائم التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين. للمزيد من التفاصيل حول التطورات الصحية، يمكنكم زيارة الجريدة نت.

المستشفى الإقليمي بطرفاية: إضافة نوعية للبنية الصحية

يعتبر المستشفى الإقليمي الجديد بطرفاية أحد أبرز المعالم الصحية التي تم تدشينها. هذا الصرح الطبي، الذي أنجز على مساحة شاسعة تبلغ ثمانية هكتارات (منها 7300 متر مربع مغطاة)، وبكلفة مالية تجاوزت 60 مليون درهم، يمثل نقلة نوعية في الخدمات الصحية بالمنطقة. بطاقة استيعابية تصل إلى 70 سريراً، سيسهم المستشفى في تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية المجاورة، وتقديم خدمات علاجية متكاملة لأكثر من 16 ألف مواطن ومواطنة. يضم المستشفى طاقماً طبياً وتمريضياً وإدارياً مؤهلاً يتكون من 102 مهني، من بينهم 13 طبيباً و60 إطاراً تمريضياً ومساعداً طبياً، مما يضمن جودة الرعاية المقدمة.

المركز الصحي الحضري “التعاون” بالعيون: رعاية شاملة للقرب

بالتوازي مع تدشين مستشفى طرفاية، تم افتتاح المركز الصحي الحضري “التعاون” بمدينة العيون. يهدف هذا المركز الحيوي إلى تلبية الاحتياجات الصحية لما يناهز 20 ألف نسمة من ساكنة المدينة، مقدماً سلة علاجات متكاملة تشمل الفحوصات العامة، التكفل بالحالات المستعجلة، متابعة الأمراض المزمنة، ورعاية صحة الأم والطفل، فضلاً عن برامج التحسيس والتوعية الصحية. وقد تم تجهيز المركز بأحدث المعدات الطبية ونظام معلوماتي متكامل يعتمد على الملف الطبي الإلكتروني، لضمان استمرارية العلاج وتعزيز جودته على المستويين الجهوي والوطني. لمعرفة المزيد عن المبادرات الحكومية في القطاع الصحي، تابعوا أخبار الجريدة.

مركز “الطاح” القروي بطرفاية: نموذج للتأهيل والتطوير

ضمن برنامج تأهيل مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، حظي المركز الصحي القروي “الطاح” بعمالة طرفاية بزيارة تفقدية من قبل الوزير، بعد خضوعه لأشغال إعادة تهيئة وتجهيز شاملة. يخدم هذا المركز ما يقارب 894 نسمة، وقد تم تعزيز طاقمه بأربعة أطر تمريضية إضافية وتزويده بمعدات طبية حديثة ونظام معلوماتي متطور يعتمد الملف الطبي الإلكتروني. بلغت الكلفة الإجمالية لهذا المشروع 2.6 مليون درهم، ويأتي ليعكس التزام الوزارة بتحسين جودة الخدمات الصحية وتقريبها من المواطنين في المناطق القروية، ودعم جهود تعميم التغطية الصحية الشاملة.

رؤية ملكية لدعم العدالة المجالية في الصحة

تؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن هذه المشاريع التنموية تعكس الدينامية المتواصلة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة. كما تجسد هذه الجهود الرؤية الملكية السامية الرامية إلى تكريس العدالة المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية، وتعزيز البنيات التحتية اللازمة لدعم ورش تعميم التغطية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية. إن وضع المواطن في صلب السياسات العمومية التنموية يبقى الهدف الأسمى لهذه المبادرات، التي تسعى لضمان حق الجميع في رعاية صحية ذات جودة عالية. للمزيد من التقارير والتحليلات، يمكنكم تصفح موقع الجريدة.