نجاح باهر"للقفطان اللكوس فاشن "في نسخته الاولى بالعرائش

الجريدة نت9 مايو 2019
نجاح باهر"للقفطان اللكوس فاشن "في نسخته الاولى بالعرائش

احتضنت قاعة السعادة بالعرائش أشغال “مهرجان اللكوس للقفطان المغربي ، في نسخته الاولى  تحت شعار “تنمية و دعم المرأة المنتجة ” ، تظاهرة  اختارت لها الجهة المنظمة ” جمعية المرأة الشمالية المنتجة بالعرائش  ،هذا الشعار انسجاما مع التوجه الخلاق للحفاظ على الهوية و المورث الثقافي الحضاري المغربي و كذا ابراز الازياء الوطنية الاصيلة.

و قد شارك في هذا اللقاء مصممات من طنجة و العرائش و غيرهن ،  بحضور أكثر من 200 شخص الذي أيقظ في النوازع حب التاريخ و الوطن  .
و بهذه المناسبة أكدت السيدة “مريم دركال ” رئيسة الجمعية المنظمة أنه يجب تعزيز الثقافة و الهوية الوطنية للجيل الصاعد و أعربت عن رغبتها في توسيع النشاط و تكريسه لما له من انعكاسات ايجابية على ثنايا هويتنا العريقة و التناغم و مستويات من العبق بالتاريخ و المحطات الزاهية في التعدد و التنوع و الطبيعة الجمالية و الكونية التي يشكلها الاحتفاء بالزي التقليدي النسائي الذي يبرز مهارة الصانع المغربي و دقته الجامعة بين الماضي العريق المسايرة للعصر_ مضيفة_ أنه يضفى الحشمة و الوقار على المرأة المغربية .
و قد تميزت النسخة الاول من هذا المهرجان في رأي المتتبعين ، أنّ الجرأة في التصاميم قد حملت جرعة زائدة من الجمالية و الذوق تضمنت الخصوصية و المضمون الحضاري الذي يمثله القفطان و اللباس  المغربي بالتالي مزج الجمال و الابداع و الخيال مرضيا بذالك الأذواق محصورا في بيئته الوطنية ، و قد استحضرت المصممات في كل قطعة من العرض اللون الموحد مع لمسات و تطريزا مميزا مع تفاصيل و ألوان و طريقة الحياكة تتحكم فيها الثقافة العامة و تطور المجتمع مع مجابهة سياقات العولمة و تحدياتها ، بذالك جسد المهرجان مسألة التمسك بالهوية و الوجدان و الكينونة الحية مما جعل الارتباط بالأرض و الطبيعة نموذجا استعراضيا مثيرا للذهول مترجما بذلك حب الانتماء و قوة الهوية .
و لعل ما ميز مهرجان ” اللكوس للقفطان المغربي ” بالإضافة الى نجاح التنظيم و احياء الموروث العاكس للتنوع ، الأنظار التي لفتتها العارضات ، خاصة ” زهرة الأوركيد إيمان ” من خلال اطلالتها المبهرة الجذابة مرتدية لباسا أصفرا فاتحا ، مظهرا أناقتها و رشاقتها بجمال ناذر و شعر أسود منسدل مع عنق طويل يحاكي الغزلان و أنف دقيق صغير جعل من قسمات الوجه جمالا لا تسعفه الانظار و لا تدركه الخواطر ، و بزوج أحدية للكاحل مما أضفى على قامتها الممشوقة الدقة و هي تلاعب اليدين في المشي كأنما القمر يجري في وجهها .
و تجدر الاشارة أن الجهة المنظمة في شخص ” الجمعية الشمالية المنتجة بالعرائش ” مصممة في تكريس مبدأ الهوية و الاشتغال عليها كمنطلقات تحافظ على الانتماء و الجوهر الانساني و الحضاري للشعوب ، خاصة مما يعرفه العالم اليوم من امتصاص للثقافة و استبدالها بالاستهلاك حيث تشكل العولمة أحد أهم الخطابات المتعالية القاتلة لكل القيم الجمالية .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.