السخونة وارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال يقلقان الأمهات، ومنهن من تخطئ في كيفية التعامل معها، أو تجهل الطريقة الصحيحة لخفضها دون أن تسبب مشاكل خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
لكن كيف يمكن التعامل مع طفلك عند ارتفاع درجة حرارته؟ ومتى يستدعي الأمر نقله إلى الطبيب؟ وما المحاذير عند إصابة الطفل بالسخونة؟
اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة د. محمد القرشلي يوضح “أن الباراسيتامول يستخدم لخفض درجة الحرارة بجرعة مناسبة لوزن الطفل بنحو (10-15) مليغراما لكل كيلو جرام من الوزن في الجرعة الواحدة، كل أربع أو ست ساعات، فمثلا إذا كان وزن الطفل 10 كيلوجرامات يمكن إعطاؤه 5 مل من الشراب أو تحميلة بقوة 150 مليجراما”.
وفي حديث مع صحيفة “فلسطين” يبين أنه يمكن إعطاء الإيبوبروفين كبديل لمن هم أكبر من ستة أشهر بجرعة 10 مليجرامات لكل كيلوجرام من وزن الطفل كل ست ساعات. ويشير اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة إلى أنه يمكن إعطاء الباراسيتامول والإيبوبروفين معا في حالات الحرارة الشديدة، أو في حال عدم استجابة الطفل لنوع واحد من الدواء.
وعن أساسيات خفض درجة حرارة الطفل ينصح بوضع كمادات ماء فاتر حول الرقبة وتحت الإبطين وعلى الفخذين، مع ضرورة التخفيف من ملابس الطفل وأغطيته، والحرص على إعطائه الكثير من السوائل، بالتزامن مع تهوية غرفته. ويشدد القرشلي على نقل الطفل فور ارتفاع درجة حرارته إلى الطبيب أو للطوارئ إذا كان عمره أقل من ثلاثة أشهر.
ويُحذِّر من وضع الكحول على جلد الطفل من أجل خفض الحرارة، ويمنع منعا باتا استخدام الخل لخفض الحرارة، لأن إمكانية امتصاص الجلد له تزيد 11 مرة عنه في حالة ارتفاع درجة الحرارة.
ويلفت القرشلي إلى أن الجسم لكي يتخلص من وجود الخل به، فالكبد من يقوم بالمهمة، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إتلافه. ويشير إلى أنه يمكن أن يصاب الطفل بالتسمم الكحولي في حال استعمال الخل بالكمادات ووضعها على رأسه، وخاصة إذا كان أقل من عام، لأن الجسم يمتصه من طرف “النافوخ” الأمامي (الفراغ الذي يكون برأس الطفل)، الذي له علاقة وطيدة بالدماغ، وبالتالي يمكن إتلاف الخلايا الدماغية، خاصة لحديثي الولادة.
ويقول القرشلي: “عكس ما تتمناه الأم فالخل يمكن أن يزيد من أعراض الحرارة نتيجة عدم التدخل السريع بالعلاج السليم لها”.
ومن الممارسات الخطأ والخطيرة التي تفعلها بعض الأمهات عند ارتفاع درجة حرارة طفلها، وضع الماء البارد أو الثلج على جلده، إذ يحذر القرشلي من اتباع هذه الطريقة، لأن برودة الجلد تمنع من تبخر الحرارة لتقلص الأوعية الدموية.
ويبين أنها تعطي إشارة خطأ لمركز الحرارة في الدماغ بأن الجسم قد برد، ما يؤدي لتحفيز الأجسام التي ترفع الحرارة. ويختم حديثه بالتشديد على منع إعطاء الأسبرين كخافض للحرارة للطفل، لأن الأطباء يمنعون إعطاءه للأطفال من عمر سنة حتى 18 عاما عند الإصابة بالحمّى أو الإنفلونزا أو الجدري المائي، حتى لا يتعرضوا لخطر الإصابة بمتلازمة “راي” التي تصيب الدماغ والكبد وتسبب الوفاة.