تواصل جهة فاس مكناس ترسيخ مكانتها كنموذج يحتذى به في التضامن الإنساني، حيث سجلت خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا قياسيًا في مخزون الدم، محققةً أعلى معدل وطني للتبرع. هذا الإنجاز يعكس الروح الإنسانية العالية لسكان الجهة والجهود المتفانية للأطر الصحية، ويؤكد على الأهمية الحيوية للتبرع بالدم في إنقاذ حياة الآلاف من المرضى.
فاس مكناس تتصدر: مخزون الدم يتجاوز 1000 كيس
في خطوة تعزز الأمن الصحي بالمنطقة، أفادت مصادر مطلعة لـ الجريدة بأن جهة فاس مكناس شهدت قفزة نوعية في معدلات التبرع بالدم. فخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تجاوز مخزون الجهة 1013 كيسًا من الدم، مقارنة بـ 839 كيسًا في الأسبوع الذي سبقه. هذا التزايد الملحوظ يؤكد الوعي المتنامي بأهمية هذه المبادرة الإنسانية، خصوصًا مع تقدير حاجيات مستشفيات الجهة بكيس واحد كل عشر دقائق، مما يبرز حجم الطلب المستمر والمتزايد على هذه المادة الحيوية التي لا يمكن تصنيعها. حاليًا، يغطي المخزون المتوفر احتياجات سبعة أيام، وهو إنجاز يبعث على الاطمئنان.
جهود متكاملة وراء الإنجاز الإنساني
لم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ، بل هو ثمرة تضافر جهود عديدة. فقد شددت المصادر على أن الحس الإنساني العالي الذي يتمتع به سكان جهة فاس مكناس كان المحرك الأساسي لهذه الدينامية الإيجابية. بالإضافة إلى ذلك، لعب تفاني وتضحيات الأطر الصحية دورًا محوريًا في تنظيم حملات التبرع وتسهيلها. كما ساهمت الاستراتيجية الوطنية للوكالة المغربية للدم ومشتقاته بشكل فعال في تأمين مخزون آمن ومستدام من الدم على الصعيد الوطني. هذه الجهود المشتركة تسهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح وتلبية احتياجات آلاف المرضى، سواء من ضحايا حوادث السير أو الذين يخضعون لعمليات جراحية دقيقة.
التبرع بالدم: ثقافة إنقاذ وحس مواطنة
في ختام إفادته، جدد مصدر الجريدة دعوته المواطنين إلى جعل التبرع بالدم ثقافة دائمة وسلوكًا تضامنيًا متجذرًا في الحياة اليومية. فالتبرع بالدم ليس مجرد عمل تطوعي، بل هو واجب وطني ومسؤولية جماعية تترك أثرًا مباشرًا في إنقاذ الأرواح وتعزيز روح المواطنة. تبرع واحد يمكن أن ينقذ حياة ثلاثة أشخاص، مما يجعل هذه المبادرة الإنسانية من أنبل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الفرد. إن استمرار هذه الروح التضامنية يضمن توفير هذه المادة الحيوية لكل محتاج.
التعليقات (0)
اترك تعليقك