يلامس هذا الحوار، الذي أجراه موقع «الجريدة نت» مع نورالدين رياضي، الكاتب الوطني لقطاع المشروبات ، بمناسبة دخول المئات من عمال شركة كوكاكولا بالدار البيضاء العمال المؤقتون عبيد العصر وشركات المناولة والعمل المؤقت سوق نخاسة العصر الحديث ، في معركة إحتجاجية أمام مقر شركات الوساطة ، بدل الشركات التي يعملون بها ، عددا من القضايا التي تهم قطاع المشروبات، كما يقدم الكاتب الوطني للقطاع تصور واقتراحات في معالجة هذه الإشكاليات الكبرى، وكان هذا اللقاء فرصة سانحة لنورالدين رياضي للحديث عن مآل المئات من العمال المؤقتين في ظل الفراغ النقابي.
الجريدة نت: مرحبا بك الرفيق رياضي نورالدين في موقع جريدة نيت هل من نبذة تعريفية عنك؟
-رياضي نورالدين :من مواليد 1960 بكريان سنطرال بالدار البيضاء ؛ انتقلت العائلة بعد احد الحرائق بهذا الكريان الى السكن بالبرنوصي ثم بكريان الرحامنة ؛ غادرت المدرسة في 1976 واعتقلت ضمن الحركة الماركسية في 1979 حيث قضيت اكثر من سنة بسجن مكناس ؛ واعتقلت في 1982 في فاتح ماي اثر تضامن مع عائلات المعتقلين السياسيين اشتغلت بشركة كوكاكولا من 1985 الى 2007 حيث طردت لاسباب نقابية؛ وقد تم اعتقالي في الاضراب العمالي بالشركة وامضيت محكومية اخرى بسجن عكاشة في اواخر2010 مع مجموعة من الرفاق؛ كما تم اختطافي وتعذيبي في اوائل 2013 بالبرنوصي فقدت على اثرها السمع باذني اليسرى… مناضل النهج الديمقراطي وعضو عدة اجهزة به وكذلك عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبرنوصي وعضو بالجهة
الجريدة نت: لاشك انك تابعت معركة العمال بعدة احياء صناعية مطالبين بحقوقهم ومنها اجورهم لكن الملاحظ هو احتجاج عمال شركات كبيرة كبيمو وكوكاكولا وبما انك كنت الكاتب الوطني لقطاع المشروبات هل يمكنك تفسير هذا الامر للقراء الذين يستغربون لعامل يحتج في الخلاء بينما الشركة المشغلة “بالها مرتاح” كما نقول؟
-رياضي نورالدين :اولا انا مازلت اعتبر نفسي الكاتب الوطني لقطاع المشروبات وامارس هذا الدور لحد الساعة ومازالت علاقتي وطيدة بالكثير من المكاتب وبالكثير من العمال كما اني طردت دون محضر استماع ودون موافقة من مفتشية الشغل ولعلمكم فقد شاركت وان كان على بعد في المؤتمر الدولي لنقابات عمال كوكاكولا يومي 26 و30نونبر 2019 والذي انعقد بباريس وحضره مجموعة من النقابيين من عدة دول بهذه الصفة. بالنسبة لما حدث لعمال كوكاكولا والذين يشتغلون “من تحتها” مع شركة سكين فذلك يظهر لماذا كان الصراع قويا وشرسا داخل الشركة ضد العمل النقابي والذي انتهى بطردي وهذا ماكانت تطمح اليه الشركة اي تشغيل يد عاملة لكن دون تحمل تبعات اي ازمات تحدث مثل وباء كورونا الحالي ولعل تعبيرك كان صادقا فبال الشركة مرتاح مادامت قد حيدت المكاتب النقابية والمركزيات النقابية واصبح الميدان فارغا تفعل فيه ماتريد دون حسيب اورقيب
.. فعلا ان قضية العمال المؤقتين اخذت حيزاكبيرا في مشوارنا النضالي ولعلمكم فقد امضيت 10 سنوات عاملا مؤقتا من 1985 الى 1995 وهذا حال اغلب العمال فكان ان وضعنا هذه النقطة على راس جدول الاعمال خاصة بعد نزول مدونة الشغل حيز التنفيذ في 8-6-2004 وكان العمال المؤقتون يشكلون غالبية العمال فكان من الضروري تحييد ملفهم وترسيمهم للاهتمام بالمسائل الاخرى من ملف مطلبي وتوقيع اتفاقية شغل جماعية وقد استطعنا فرض تصويت بعضهم في انتخابات 2003 .
وكانت الادارة في بداية عمل المغرب بشركات المناولة اول من استخدم هذا الصنف من العمالة غير اننا كنا لهم بالمرصاد واجبرناهم على اعطاء الاسبقية في التشغيل لعمال الشركة وكنا نعد فرق يقظة وكم من مرة جئنا ليلا لفض مشكلة ناتجة عن محاولة الادارة ضرب التزاماتها في هذا الشان
. وقداستطعنا توقيع اتفاقيةترسيم مدتها خمس سنوات استفاد منها كل العمال ال560 بتيط مليل وغيرهم من العمال بعدد من المراكز بعدة مدن اخرى..
كما كنا مهتمين باي انتهاك لحقوق هؤلاء العمال كمكتب نقابي حيث راسلنا وزارة التشغيل عبر الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبيضاء في غشت 2004 حول الخروقات التي تقوم بها شركة سكين التي اصبحت هي النائبة في تشغيلهم بعد الزام القانون الشركات بضرورة عدم استمرار العمل بالعقدة المؤقتة الى مالانهاية مع العمال وقد اجابت وزارة التشغيل على مراسلتنا هذه .
غير ان الشركة وللضعف النقابي الموجود على الساحة الوطنية وبعد طردي في 2007 عادت وبقوة وبدون احترام لمدونة الشغل وخاصة ما يخص التشغيل بالعقدة المؤقتة والتي اصبحت هي السائدة في اماكن عمل قارة ودائمة كمساعدي السائقين والعاملين في الانتاج والمخازن اي ان الصفة الغالبة لاكثرية العمال هو عملهم كمؤقتين وبشركات لاعلاقة لها بشركة كوكاكولا كسيفانس وسكين ….
الجريدة نت: هل سبق ان وقع احتجاج مماثل لعمال من داخل كوكاكولا منتمين لشركات من تحت الباطن؟
-رياضي نورالدين : فعلا لقد تم توقيف مجموعة العمال العاملين عن طريق شركة سيفانس syfens في نونبر 2016من طرف احد مسؤولي كوكاكولا وذلك بفرع التوزيع عين حرودة ولم تكن مطالب هؤلاء العمال الا حقهم في الترسيم داخل شركة كوكاكولا باعتبار مدد العمل الطويلة التي قضوها وقد ساندهم فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبرنوصي وحزب النهج الديمقراطي بالمحمدية وكان الحضور الوازن لرفيقنا علي فقيرلكن الامر انتهى بطردهم جميعا.
الجريدة نت:وكيف تتفاعلون مع ما يحدث حاليا لهؤلاء العمال بشركة كوكاكولا؟
-رياضي نورالدين : رغم اننا نعيش زمن الحجر الصحي الذي يفرض قيودا صارمة على التنقل فان وسائل الاتصال تمكننا حاليا من التواصل ومن متابعة هذا الموضوع ففي مقابلة بالاذاعة الوطنيةمع الصحفيةفريدة الرحماني يوم 18-5-2020 اشرت الى موضوعهم وباقي العمال المؤقتين بشركة سكين كما اصدرنا بالجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبرنوصي عبر شبكة تقاطع للحقوق الشغلية بيانا تضامنيا معهم وسنستمر مستقبلا في دعمهم حتى ترسيمهم بشركة كوكاكولاكما ان تضامننا ايضا مع باقي العمال المنتمين لشركة سكين خاصة بمدينة سطات والذين تمت محاصرة م ومنع توجههم الى الدار البيضاء للاحتجاج…
الجريدة نت:كلمة اخيرة رفيق رياضي
رياضي نورالدين : اشكر موقع جريدة نيت التي اتاحت لي هذه الفرصة لاطل على رفاقي العمال والعاملات الصامدين في ظل جائحة كورونا كنت عاملا وسابقى مع الطبقة العاملة وعموم الكادحين في نضالهم اليومي من اجل كافة حقوقهم المشروعة والعادلة ويبقى طموحنا الكبير تاسيس حزبهم الذي ومن خلال تجربتنا هذه سيكون وحده القادر على دعم ومساندة كل نضالات هؤلاء العمال وهؤلاء الكادحين.