وفاة عميدة قضاة المحكمة الأمريكية العليا تثير مخاوف التقدميين

الجريدة نت20 سبتمبر 2020
وفاة عميدة قضاة المحكمة الأمريكية العليا تثير مخاوف التقدميين

دقت وفاة عميدة قضاة المحكمة الأمريكية العليا روث بادر غينسبورغ، ناقوس الخطر في أوساط التقدميين في الولايات المتحدة الذين تجمّعوا أمس السبت خارج مقر المحكمة في واشنطن تكريماً لها.

ومع حلول المساء وفي ظل برودة مفاجئة في سبتمبر الجاري، تدفقت عائلات وشباب لليلة الثانية، قبل 45 يوماً فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لتكريم الأيقونة التقدمية التي يشار إلى اسمها اختصاراً بـ”آر بي جي”.

وتركت رسائل عديدة خارج مبنى المحكمة بين الزهور وأعلام قوس قزح ودمى مزركشة تمثل وجه غينسبورغ، وقالت إحدى الرسائل “روث لم أكن أعرفك، لكنك أثرتِ في حياتي بوسائل كثيرة”.

وقدمت جوقة حفلاً وأدت أغنية “تخيل” لجون لينون ضمن أغان أخرى، وأشعل الحاضرون الشموع ووزعت منظمات تدافع عن قضايا ليبرالية مثل “حياة السود مهمة” وإصلاح قانون حيازة الأسلحة قمصاناً ولافتات وملصقات.

وقال الناشط دفاعاً عن إصلاح قانون حيازة الأسلحة ديفيد هوغ، الذي نجا من حادث إطلاق النار في مدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس في 2018: “هذا يمثل تحولاً زلزالياً في مسار العدالة لجيلنا وسيكون له تأثير دائم”.

وكانت المرشحة الديموقراطية لمنصب نائبة الرئيس كامالا هاريس شقت طريقها بهدوء إلى مقدم الحشد، وقالت “كانت آر بي جي واحدة من ملهماتي وأيقونة ومقاتلة، كانت امرأة بكل المقاييس”.

وفشل المرشح الديموقراطي جو بايدن خصم الرئيس دونالد ترامب، في إثارة حماسة الناخبين التقدميين، بسبب آرائه الوسطية وتقدم سنه البالغ 77 عاماً، ولكنّ وفاة غينسبورغ في بلد منقسم بالفعل، يمكن أن يدفع التقدميين إلى دعم بايدن.

وخاطبت السناتورة عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارن المعزين من على منصة، قائلة إنّ “هذه المعركة بدأت للتو”، وحضّ جيه فورد هوفمان، وهو سبعيني عصب رأسه بألوان قوس قزح، الناخبين الديموقراطيين على “استغلال فترة الحداد لتنشيط أنفسنا” والتأكد من أنّ الجميع سيذهبون لمراكز الاقتراع في 3 نوفمبر(تشرين الاثني) المقبل.

وسيكون التحدي منع استبدال عميدة المحكمة العليا بشخص يعاكس أفكارها، لأن ترامب قد اختار مسبقاً مرشحين محافظين للغاية، واكتسبت غينسبورغ شهرتها في السبعينات عبر إسقاط سلسلة من القوانين التمييزية ضد المرأة.

وفي العام 1993 تم ترشيحها لأعلى محكمة في البلاد حيث قضت 27 عاماً في الدفاع عن حقوق مجتمع المثليين والمهاجرين، ورسخت نفسها بشكل لا لبس فيه كبطلة لليسار الأمريكي.

وكتبت جينا إيبوليتو على الرصيف خارج المبنى الرخامي الأبيض المهيب في العاصمة الأمريكية، وهي مدينة معروفة بدعمها للتقدميين “شكراً لك على تعليمنا كيفية القتال”.

وقالت إيبوليتو، وهي أم لطفلين يبلغان 11 عاماً، إن “القلق الكبير للغاية بالنسبة لها هو أن الحقوق التي اكتسبتها خلال جيلها، وخصوصاً الحق في الإجهاض، قد لا تنتقل إلى أطفالها”.

ومع وفاة غينسبورغ عن عمر يناهز 87 عاماً، يمكن أن تقع المحكمة العليا الأمريكية في معسكر المحافظين لفترة طويلة، وأوضحت إيبوليتو “نحن في وضع ضعيف للغاية”.

ولم تستطع بام كريسينزو، 60 عاماً، كبح دموعها وهي تقول “إذا استمرت المحاكم في الميل إلى اليمين، فسيكون حقاً وقتاً صعباً أن تكوني امرأة في أمريكا”.

وقالت كريسينزو، التي جاءت مع شريكتها، إنه بفضل غينسبورغ تمكنتا من الزواج، وإلى يمينها، تلت مجموعة أشخاص صلاة بالعبرية.

وولدت غينسبورغ في عائلة يهودية في نيويورك وتوفيت عشية رأس السنة العبرية، أحد أقدس الأيام في التقويم اليهودي، وفي إشارة إلى الانقسامات العميقة في الولايات المتحدة، حضر رجل يرتدي بدلة سوداء إلى المحكمة للإشادة بترامب، لكنّ الحضور شجبوا وجوده بشدة.

وأراد العديد من الشباب في التجمع أيضاً شكر غينسبورغ، متعهدين أنهم سيخوضون معركتها، وقالت كيلي بولاند (25 عاماً) وهي تتأبط كتاباً عن القانون الدستوري “لدينا الكثير من العمل والنضال في الأيام الـ 45 المقبلة”، وتابعت أنّ “الأمر يقع على عاتقنا الآن، يمكنها أن تستريح، سنتولى الأمر”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.