تتّم خلال شهر رمضان من كلّ سنة، معاينة عددٍ من المقاهي الخاصة بتقديم “الشيشة” لمرتديها، وهـي تنتعش على غير عادتها طوال باقي الأشهر، إذ يكفي للواحد منذ حلول شهر الصيام، القيام بجولةٍ قصيرة ليلاً بوسط مدينة الدارالبيضاء،الفيلودروم وشارع الزرقطوني وحي بوركون ولهجاجمة ومولاي يوسف وشارع رحال المسكيني وكورنيش عين الذئاب ومنطقة المعاريف وحي مولاي رشيد وغيرهم من أحياء المدينة، حيث تنتشر بأرجائها هذا النوع من المقاهي المستنبتة كالفطريات، للوقوف على حالة الانتعاشة غير المسبوقة التي تبلـغ ذروتها “مقاهي الشيشة” منذ اليوم الأول من شهر رمضان.
المكان يبدو ككباريه ينقصه راقصة فقط ، الأضواء خافتة.. والموسيقى الصاخبة مرتفعة.. ودخان “النرجيلة” يعلو المكان.. ونادلة تحمل “المجمر” و”الفاخر”.. تتنقل بين الزبناء تنفخ على الحجارة لإشباع نشوتهم منتظرة “بوفوار” الزبون هو مشهد من مشاهد الأفلام المصرية، فقد اصبحت مادة “المعسل” مع اختفاء الخمور في شهر رمضان، هي الملاذ الأخير للعديد من الشباب والفتيات والقاصرات.
وحسب مصادر “الجريدة نت” فإن مقاهي “الشيشة” غالبية مرتاديها من فئة الشبّان وفتيات قاصرات الذين يُدخّن هـذا الصِّنف من التّبغ “المُعسَّل” بنكهة الفواكه الجافّة في الغالب أو التفاح والعلكة وحبّ الملوك وغيرها من الصنُوف الأخرى التي يجري الإقبال عليها داخل هذا النوع من المقاهي ،في ظل تساؤلات حول تدخلات السلطات الأمنية لمحاربة هذه الظاهرة االمشينة.
فهذا النوع من المقاهي يجذب العديد من الشباب والفتيات إليها حيث تعمل “المومسات” على تلبية رغبة الزبون الجنسية المحرمة عليه نهارا في رمضان فمنهم من يلبى رغبته في زاوية من المقهى ومنهم من يرحل مع صيده، لتصبح بعد ذلك بعض المقاهي الشيشة وكرا للدعارة أمام أعين السلطات والمصالح الأمنية بالمدينة التي تبدو عاجزة عن مواجهة هذا الوضع.
غابت عمليات الردع كليا لمقاهي “الشيشة” خلال شهر رمضان، وغابت معها الأسباب المجهولة للقيام بالحملات الأمنية في هذا الشهر العظيم.
الدارالبيضاء .. مقاهي “الشيشة” في رمضان.. لهو وجنس حتى مطلع الفجر..
