بين التسويق والحقيقة..هل يُبطئ الكولاجين فعلاً شيخوخة البشرة؟

مع تزايد الإقبال على مكملات الكولاجين ومساحيق “تجديد الشباب”، تحوّل هذا البروتين إلى رمز للجمال الدائم في نظر الكثيرين. لكن، وبينما تُغدق الإعلانات بوعودها المغرية، يرى خبراء أن العلم لا يزال بعيداً عن دعم هذه الادعاءات بشكل قاطع.
كولاجين… ولكن!
الكولاجين هو بروتين أساسي يتكون من أحماض أمينية يتم امتصاصها من البروتين الغذائي، ويؤدي دوراً محورياً في دعم بنية الجلد والغضاريف والأنسجة الضامة. ويضم الجسم أكثر من 20 نوعاً فرعياً منه، تمنح البشرة مرونتها وتماسكها.
الأدلة ضعيفة… ولا تأثير مباشر للمكملات
الدكتور أفشين مصاحبي، أستاذ جراحة التجميل في كلية لندن الجامعية، يشير إلى أن البحوث العلمية حول فعالية مكملات الكولاجين لا تزال غير حاسمة.
ويقول: “لا يوجد دليل علمي قوي يثبت أن تناول مكملات الكولاجين يعطي نتائج تفوق تناول كميات كافية من البروتين من مصادر غذائية متنوعة”.
ويؤكد أن التغيرات الطبيعية في مستويات الكولاجين مع التقدّم في العمر تسهم فعلًا في ظهور التجاعيد وترهل الجلد، لكنّ الحل لا يكمن ببساطة في تناول مكمل غذائي.
ويضيف: “ما نأكله لا يصل مباشرة إلى بشرتنا. جزء من البروتين يُستخدم في إصلاح الخلايا، لكن الفكرة بأن الكولاجين سيسير من الفم إلى التجاعيد هي تبسيط مبالغ فيه”.
كريمات الكولاجين.. تأثير محدود
وعن استخدام الكولاجين في مستحضرات التجميل، يوضح د. مصاحبي أن جزيئاته كبيرة الحجم، وبالتالي لا تخترق الجلد بسهولة. لذا، فإن تأثير هذه المنتجات غالباً يكون سطحياً ومؤقتاً، دون قدرة على معالجة التجاعيد من الداخل، وفقاً لما ورد في “الغارديان”.
العوامل الحقيقية لشيخوخة البشرة
وفقاً للدكتور مصاحبي، فإن شيخوخة البشرة لا تعتمد فقط على انخفاض الكولاجين، بل على مجموعة عوامل أهمها:
الوراثة: مثل لون البشرة ومدى حساسيتها لأشعة الشمس
نمط الحياة: التغذية، التعرض للشمس، التدخين، ومستوى العناية بالبشرة
نصائح للوقاية والعناية
يؤكد الخبير البريطاني أن مفتاح العناية بالبشرة لا يكمن في عبوة مكملات، بل في الالتزام بنمط حياة صحي يشمل:
تناول غذاء متوازن غني بالبروتين
تجنّب التعرض المفرط لأشعة الشمس
التوقف عن التدخين
شرب كميات كافية من الماء
استخدام مرطبات تحتوي على مكونات فعالة مثل حمض الهيالورونيك
النتيجة: لا معجزات… بل روتين يومي متوازن
رغم الوعود البرّاقة لمكملات الكولاجين، يشدد الخبراء على ضرورة التعامل معها بواقعية، وعدم الانجرار وراء الحملات التسويقية دون سند علمي. فالشباب الحقيقي، كما يوضح د. مصاحبي، لا يُستخلص من مسحوق، بل يُبنى بنمط حياة متكامل يبدأ من الداخل.