المغرب يخلد ذكرى المسيرة الخضراء: دور المدارس في غرس قيم الوطنية
تستعد المدارس المغربية في مختلف أنحاء المملكة للاحتفال بذكرى وطنية مجيدة، وهي الذكرى الخمسون لـالمسيرة الخضراء المظفرة. ففي إطار مقاربة تربوية رائدة، دعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كافة الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى تعبئة شاملة للمؤسسات التعليمية. الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو تنظيم حزمة من الأنشطة التربوية والثقافية والفنية التي تستهدف بشكل مباشر التلميذات والتلاميذ، وذلك بهدف رئيسي يتمثل في ترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز مبادئ الوحدة الترابية للمملكة في وجدان الأجيال الصاعدة.
أهمية تخليد المسيرة الخضراء في الذاكرة المدرسية
يأتي هذا التوجيه الوزاري، الذي تضمنته المذكرة رقم 25-099، في سياق يرمي إلى ربط الأجيال الحالية والقادمة برمزية هذا الحدث التاريخي العظيم. إن تخليد ذكرى المسيرة الخضراء ليس مجرد احتفال عابر، بل هو فرصة لتنمية الوعي التاريخي لدى الناشئة، وإبراز الأبعاد السياسية والوطنية العميقة التي حملتها هذه الملحمة. وتهدف الوزارة، من خلال هذه الأنشطة، إلى غرس معاني الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، واستلهام قيم التضحية ونكران الذات التي جسدها المشاركون في المسيرة من أجل الدفاع عن سيادة المغرب ووحدته الترابية.
برنامج متنوع للأنشطة التربوية والثقافية
ستشهد الفترة الممتدة من الفاتح من نونبر إلى العاشر منه، أي تزامناً مع احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تنظيم سلسلة من الفعاليات المتنوعة داخل وخارج المؤسسات التعليمية. وقد حثت الوزارة جميع المدارس على تخصيص برامج متكاملة تتضمن ما يلي:
- تقديم دروس وورشات توعوية تركز على البعد التاريخي والوطني للمسيرة.
- تنظيم عروض مسرحية وفنية، وتقديم أناشيد وطنية تجسد روح الملحمة.
- إقامة معارض للفنون التشكيلية تعرض إبداعات التلاميذ حول الموضوع.
- عرض وثائقيات وصور تاريخية، بالإضافة إلى شهادات حية لمشاركين في المسيرة.
- تنظيم مسابقات في التعبير الفني والأدبي، بما في ذلك الشعر والرسم والكتابة.
- تجسيد رمزي للمسيرة الخضراء بمشاركة فعالة من التلاميذ.
- تنظيم زيارات ميدانية لمتاحف ومعارض متخصصة لتعميق الفهم التاريخي.
لمزيد من التفاصيل حول الأنشطة الوطنية، يمكنكم زيارة موقع الجريدة.
إشراك التلاميذ وتعزيز التنسيق
تؤكد وزارة التربية الوطنية على أهمية الانخراط الفعلي للتلاميذ في هذه الدينامية التربوية. وتشجعهم على المشاركة الفعالة في جميع الأنشطة المبرمجة، وفتح المجال أمامهم للتعبير عن رؤاهم وأفكارهم حول هذه المحطة التاريخية الفاصلة. هذا التفاعل ينمي لديهم روح الانتماء والاعتزاز بوطنهم، ويعزز القيم الجماعية والوطنية في سلوكهم المدرسي. كما شددت الوزارة على ضرورة الالتزام بالدقة والموضوعية في تناول الوقائع التاريخية، مع إبراز الدور القيادي للمغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في هندسة هذه الملحمة الوطنية الخالدة. ولضمان نجاح هذا الورش الوطني، دعت المذكرة الوزارية إلى تعزيز التنسيق الميداني بين جميع المتدخلين في المنظومة التربوية، من مصالح مركزية وأكاديميات جهوية ومديريات إقليمية، وصولاً إلى المؤسسات التعليمية، مع إعداد تقارير دورية لتقييم الأثر التربوي للمبادرة وتثمين التجارب المتميزة. ندعو جميع الفاعلين التربويين والشركاء الاجتماعيين إلى الانخراط الفعلي في هذه الدينامية الوطنية الكبرى. يمكنكم متابعة آخر الأخبار حول التعليم في المغرب عبر الجريدة.
التعليقات (0)
اترك تعليقك