شهدت المؤسسات الاستشفائية المغربية خطوة مهمة نحو الارتقاء بجودة الخدمات، حيث وجه وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، دورية حاسمة تهدف إلى رفع مستوى وتنظيم وظيفة الاستقبال. تأتي هذه الدورية، التي اطلعت عليها جريدة إلكترونية، في سياق تفعيل الأوراش الهيكلية لإعادة تصميم المسار العلاجي للمريض، وتماشياً مع التوجيهات الوزارية الرامية إلى تحسين تجربة المريض داخل المستشفيات.
وأكدت وزارة الصحة على أن جودة الاستقبال والاعتناء بالمريض تُعد مؤشراً رئيسياً للأداء العام في المؤسسات الصحية، ما يستدعي إصلاحاً شاملاً يضمن استقبالاً لائقاً وإنسانياً. وتضمنت الدورية محاور أساسية لإعادة تأهيل وتنظيم وظيفة الاستقبال، مع التشديد على منع أعوان الحراسة وعاملات النظافة من التدخل في هذه المهام الحساسة.
محاور التنظيم الجديد للاستقبال في المستشفيات
1. إعادة هيكلة وظيفة الاستقبال
يشمل الإصلاح الجديد إعادة تنظيم وظيفة الاستقبال نفسها، وذلك من خلال التأكد من التخصيص الفعلي لأعوان استقبال متخصصين في جميع نقاط الاستقبال، وفقاً لمتطلبات السوق الخارجي للخدمات. وفي حال عدم توفر خدمة استقبال مخصصة ومفعلة بشكل مباشر، يجب تشكيل فريق من موظفي المستشفى لضمان هذه الوظيفة بطريقة مستمرة ومنظمة ومؤقتة، في انتظار تفعيل نظام الاستقبال المعياري. ومن مهام هذا الفريق السهر على التطبيق الجيد لآليات الاستقبال الموحدة وإدارة طلبات المرتفقين بالتنسيق مع المصالح العلاجية والإدارية.
كما يقتضي التنظيم الجديد إرساء هيكل تنظيمي واضح ومرئي لنقاط الاستقبال والتوجيه لضمان تدفق سلس وفعال للمرتفقين، والتأكد من عدم ترك أي نقطة استقبال شاغرة خارج أوقات العمل الرسمية.
2. تأطير ومتابعة فريق الاستقبال
طالبت الوزارة بتعيين مسؤول على مستوى الهيكل الإداري يكون هو المسؤول عن الإشراف والمتابعة اليومية لفريق الاستقبال والسهر على حسن سير هذه العملية. ومن ضمن مسؤوليات هذا المسؤول تأطير وتوجيه فريق الاستقبال وتزويدهم بالنسخة النهائية من الدليل الوطني لتحسين الاستقبال في الوسط الاستشفائي المرفق بالمنشور، مع التأكيد على ضرورة التوزيع الواسع لهذا الدليل. ودعت الوزارة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل فوري لتفعيل هذه الإجراءات على مستوى المؤسسات التابعة للجهة، وتعبئة منسق الأنشطة الطبية الاجتماعية الجهوي لمتابعة إجراءات الاستقبال والتأكد من إرسال التقارير الدورية المتعلقة بسير العمل.
3. منع تدخل غير المختصين
شدد المنشور على الاستبعاد التام لأي موظف غير معني بعملية الاستقبال من التدخل فيها، حيث يُمنع منعاً باتاً إشراك الأفراد المكلفين بمهام خدمات خارجية أخرى (مثل النظافة، الصيانة، الحراسة، إلخ) في عملية الاستقبال والتوجيه. هذه الخطوة تأتي لضمان احترافية الخدمة وتركيزها على مهامها الأساسية.
أهمية الإصلاح وانعكاساته
تؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن نجاح هذا الإصلاح يتوقف على التزام جميع الأطراف المعنية وتحملهم المسؤولية لضمان استقبال لائق وإنساني يوطد الثقة ويعزز التواصل بين المرتفقين ومهنيي الصحة. ودعت الوزارة المسؤولين المعنيين بضرورة التقيد بتوجيهات المنشور والحرص على نشره على أوسع نطاق لضمان تطبيق فعال ومستمر لهذه الإجراءات التي من شأنها الارتقاء بجودة الخدمات الصحية في المملكة.
التعليقات (0)
اترك تعليقك