الدارالبيضاء .. هكذا يسيطر أباطرة من ذوي السوابق على "الفرّاشة" بالمدينة القديمة

الجريدة نت27 ديسمبر 2019
الدارالبيضاء .. هكذا يسيطر أباطرة من ذوي السوابق على "الفرّاشة" بالمدينة القديمة

يبدو للعيان أن الباعة المتجولون بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء يشتغلون وسط الفوضى، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه الفوضى منظمة، حيث يخضعون لسلطة أشخاص يلزمونهم بدفع إتاوات يومية مقابل استغلالهم للملك العمومي وفقا لمعايير تحدد في المساحة المستغلة وحجم “الفرّاشة”، أما العربات المجرورة فيدفع أصحابها مبالغ مرتفعة نسبيا خصوصا إن كانت هاته الأخيرة مجهزة لتحضير وبيع عصير الفواكه أو الوجبات الخفيفة.
لا يجرؤ “الفرّاشة” على فضح الممارسات التي يخضعون لها والمتمثلة في الإتاوات التي يدفعونها لأشخاص غالبا ما يصنفون من ذوي السوابق، ويشتغلون بمنتهى الإطمئنان ، في الوقت الذي لم تحرك فيه السلطات المحلية ساكنا رغم علمها بما يحدث، تاركة الباعة المتجولون في مواجهة مصيرهم مع “البلطجية”.
ويستحيل أن يتجرأ بائع متجول على استغلال مساحة ما بوضع سلعته على الأرض دون أخذ موافقة الأشخاص سالفي الذكر لسيطرتهم على منطقة “باب مراكش” بأسرها.
ناهيك عن إستياء فراشة المدينة القديمة لمنافستهم من قبل موظفين يحصلون على رواتب محترمة وفي نفس الوقت يحترف هم الآخرون تجارة الرصيف بعد انتهاء دوامهم بعد الزوال، هذا الأمر أغاظ الباعة المتجولين بعين المكان ،وهنالك أشخاص يحصلون على تقاعد مريح يضيقون عليهم الخناق باحترافهم أيضا البيع بالتجوال.
إن الباعة المتجولون لهم الحق في البيع والتجارة وتحصيل لقمة العيش لكن ينبغي تنظيم مهنتهم بشكل قانوني بدلا الفوضى التي لا تجر معها سوى المشاكل كما أن الجماعات الترابية تتحمل المسؤولية بسبب عدم إدماج هذه الفئة ضمن أسواق نموذجية خاصة وإعادة هيكلتهم لأن الحلول المقدمة من عقدين لم يعد يجدي نفعا خصوصا أننا أمام تزايد ديموغرافي واسع وتطر مستمر في عدد هؤلاء الباعة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.