إن ما يميز المغرب ملكا وشعبا وحكومة هو طبيعة التلاحم وقوة الترابط الاجتماعي، كل هذه المكونات يشهد عليه التاريخ الأزلي للبلاد ويقره الحاضر رغم التعثر و عدم قدرة الحكومات المتتالية وباقي المؤسسات والقطاعات الحيوية للبلاد على تحقيق النتائج المتوخاة على المدى القريب والبعيد، مما انذر في اكثر من مرة بأزمة سياسية، اقتصادية واجتماعية لطالما أرقت الجميع، بل انذرت بوجود خلل في بعض القطاعات الحيوية والتي تؤثر على رحى التنمية للبلاد مما يؤجج بؤر الاختلاف والاحتقان في أكثر من محطة، لكن هذا لا يمنع ان نحمد الله ونقول اننا نعيش الامن والاستقرار ونستمتع بما جاد الله على هذا البلد من خيرات “كول وشرب حتى يبانوااا واليديك “… عكس ماتعيشه بعض الجيران
” اللحم بالعباااار والبنان حدو باب الدار”. وبالتالي فمن الإجحاف ان ننظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ونتجاهل النصف المملوء…
النصف المملوء.. النموذج التنموي الطموح.
من خلال تقريرها العام، كشفت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، والذي هو بمثابة أفكار وتصورات واقتراحات من المغاربة ومن أجل المغاربة، لا ننكر ان هناك عبارات التخفيف وعبارات المداهنة من باب “كولو العام زين” في اكثر من فقرة وصيغة حتى لا نوقد مضجع سادات السياسة والشأن المحلي…، مع العلم أن المكتسبات التي حققتها المملكة في عدة ميادين تشكل محل إجماع المواطنات والمواطنين وكذا كافة القوى الحية للبلاد. وهو ما من شأنه أن يشكل دعامة أساسية لبناء المستقبل.
آليات لتعزيز الأداء العام
المستقبل الذي نطمح إليه جميعا، أو تلك الاحلام الوردية والاماني المرمية على رفوف الانتظار، لن تتحقق إلا بخارطة طريق محكمة وآليات ممنهجة، وحتى تكون هذه اللجنة الوطنية في الموعد، سعيا منها لتحقيق هذا المستقبل الوردي لمغرب أفضل، حيث اعتمدت آليتين : أولها الميثـاق الوطنـي للتنميـة والذي يهـدف إلـى تكريـس التـزام كافـة القـوى الحيـة للبلاد اتجـاه أفـق تنمـوي جديـد. ثانيها تتبع وتحفيز الأوراش الاسـتراتيجية. لتكريس مبدأ المحاسبة والمسؤولية وتعزيز الاداء العام.
استثمار داعم للاستقرار
واقترحت اللجنة فيما يخص الإصلاحات المتعلقة بالرأسـمال البشـري والحمايـة الاجتماعيـة ” تعبئة المـوارد عـن طريـق اللجـوء إلـى سـوق الرسـاميل، وتعبئـة الشـركاء والمانحيـن الدولييـن، شـريطة أن يكـون مسـار التنميـة المقتـرح ذا مصداقيـة ويتـم توجيـه المـوارد المعبئـة خصيصـا للمشـاريع التحوليـة التـي بإمكانهـا تسـريع النمـو الاقتصـادي ودعـم الاسـتقرار الاجتماعـي”.
حزمة مشاريع من أجل تنمية مستدامة
وفيما يتعلق بمشـاريع التنميـة الاقتصاديـة والبنيـات التحتيـة، أكدت اللجنة أنه “سـيكون مـن الأجـدر تعبئـة مـوارد إضافيـة عـن طريـق جـذب المسـتثمرين المحلييـن والأجانـب سـواء المؤسسـاتيين أو الخـواص الراغبيـن فـي الاسـتثمار فـي قطاعــات المســتقبل ذات المردوديــة المرتفعــة”، مسجلة أن ” تعبئــة هــذه المــوارد التــي ســتمكن مــن ترشــيد وتوزيــع المـوارد الماليـة العموميـة تتطلـب خلـق فضـاء مـن أجـل الاسـتثمار فـي إطـار شـراكة مـا بيـن القطـاع العـام والخـاص والاسـتثمارات الأجنبيـة المباشـرة، ويفتـرض ذلـك تحديـد وتهيئـة حزمـة مشـاريع قابلـة للتمويـل.
طموح بمنسوب كبير من الإلتزام
كل ذلك بمثابك تصورات وطموحات كبيرة لمغرب أفضل، لكن هذه التطلعات وغيرها من رهانات النجاح كفيلة بالعمل والاشتغال بكل مصداقية ومنسوب كبير من الالتزام والوطنية فالسير نحو النجاح رحلة لا نهاية لها… أملنا في مغرب الحاضر والمستقبل، في تشخيص حقيقي لكل ما أنجزته وما لم تنجزه المؤسسات الحية للبلاد وما قطعته في رحلتها نحو شط الامان لمغرب أفضل، وأن نتجند بالشجاعة والجرأة من أجل تصحيح أخطاء الماضي ومحاسبة أهل الفوضى وسرقة المال العام، حتى نكمل الطريق نحو النجاح بكل ثقة وأمان، بكل فخر واعتزاز، بكل الطموح نستطيع ان نصل أي ارتفاع كان.
موفقون جميعا…