حال تدخل عناصر الدرك الملكي المغربي، في المياه التابعة لجزيرة ليلى، دون تكرار سيناريو أزمة 2002، التي كادت أن تتطور إلى مواجهة عسكرية بين الرباط ومدريد، وذلك عندما حاول 8 مهاجرين غير نظاميين من جنسيات “مغاربية”، الوصول إلى اليابسة في انتظار نقلهم من هناك إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، ما يعني خرق الاتفاق المبرم بين البلدين.
والعملية جرت صباح يوم الاثنين الماضي، حين سبح 8 أشخاص باتجاه جزيرة “ليلى” المتنازع عليها بين المغرب وإسبانيا، على أمل أن يتمكنوا من دخولها ليتم بعدها نقلهم إلى إسبانيا، إلا أن الحرس المدني الإسباني تمكن من رصدهم ليقوم بتوجيه نداء استغاثة إلى السلطات المغربية، التي استطاعت الوصول إليهم داخل مياه الجزيرة.
ووفق ما أوردته صحيفة “إلموندو” الإسبانية، فإن مقر القيادة للحرس المدني الإسباني تلقى إشعارا بوجود أشخاص بالقرب من الجزيرة، يوم الاثنين الماضي في الساعة التاسعة و52 دقيقة صباحا، ليوجه نداء الاستغاثة للدرك الملكي المغربي، الذي تدخل بواسطة زورق سريع، وشدد التقرير على أن المهاجرين لم يتمكنوا من الوصول إلى تراب الجزيرة، مضيفا أن الأمر يتعلق بـ”مغاريين” دون الكشف عن جنسياتهم بالتحديد.
ويفرض الوضع الخاص للجزيرة، التي يطالب المغرب وإسبانيا معا السيادة عليها، بإبقائها خالية من أي قوات، ودون أي علامات على تبعيتها لأي من الدولتين، وذلك بناء على اتفاق جرى التوصل إليه برعاية أمريكية، إثر أزمة يوليوز من سنة 2002، حين كاد النزاع أن يتطور إلى مواجهة عسكرية.
وتقع الجزيرة على مقربة من سواحل إقليم المضيق – الفنيدق، لكنها أيضا قريبة من مدينة سبتة الخاضعة لإسبانيا والتي تعتبرها الرباط مُحتلة، وهو ما حولها إلى منطقة نزاع بين البلدين، وجعل الوصول إليها من طرف المهاجرين غير النظاميين أمرا في غاية الحساسية.
وتعود آخر محاولة موثقة للوصول إلى الجزيرة إلى يونيو من سنة 2014، حين سعى 13 شخصا إلى دخولها في انتظار نقلهم إلى إسبانيا، لكن تدخلت السلطات المغربية واعتقلتهم، ويسمح الاتفاق القائم بين الرباط ومدريد على تدخل قواتهما داخل المياه الإقليمية للجزيرة في أي وقت لمنع المهاجرين غير النظاميين.
وفي 2002، وخلال فترة ترؤس زعيم الحزب الشعبي اليميني، خوسي ماريا أثنار، للحكومة الإسبانية، وقعت مواجهة مباشرة بين الرباط ومدريد حول جزيرة ليلى، حين وصل 12 عسكريا مغربيا إلى الجزيرة ورفعوا عليها العلم المغربي، وقالت الرباط حينها إن الأمر يتعلق بالتصدي لعمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
وفي المقابل نفذت إسبانيا عملية إنزال أطلقت عليها اسم “روميو سييرا”، استعانت فيها بـ4 مروحيات عسكرية، وقام جنودها باعتقال العسكريين المغاربة الذين كانوا مجهزين بأسلحة خفيفة، ورفع العلم الإسباني عليها الأمر الذي كاد أن يتحول إلى صدام عسكري، ما استدعى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية التي اقترحت إفراغ الجزيرة من القوتين.