بعد مضي ثلاثة أعوام على بدء الحديث عن ” صفقة القرن ” لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أعلن ترامب ورفيق دربه نتنياهو عن “مؤامرة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، وتمزيق ما تبقى من الدول العربية بعنجهية احتفالية، وبتحد صارخ مهين ومذل للحكام العرب جميعا وللأمتين العربية والإسلامية.
هذه ” الصفقة ” لا تقل خطورة عن اتفاقية سايكس بيكو؛ إنها مشروع صهيوني أمريكي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإثارة النعرات الطائفية والحروب لزيادة المنطقة شرذمة وانقساما وضعفا، وتمكين الولايات المتحدة وإسرائيل من السيطرة عليها. كما انها … صفعة … قوية للحكام العرب جميعا، وخاصة أولئك الذين وقعوا اتفاقيات سلام مع الصهاينة، أو طبعوا معهم.
حضور سفراء البحرين وعمان والإمارات احتفال إطلاق ” صفقة العار” مع ترامب ونتنياهو، وموافقة دول عربية عليها لم يحضر سفراؤها الاحتفال، وسكوت البعض الآخر، أسقط أوراق التوت جميعا، وكشف الحقائق التي تثبت أن حكام هذه الأمة ” طراطير” خونة، لا حول لهم ولا قوة، أذلوا شعوبهم، فقدوا مصداقيتهم، استسلموا لأعدائهم، فشلوا في حماية أوطانهم وشعوبهم، وليسوا أهلا للاستمرار في حكم بلادهم.
هذا الواقع العربي المخزي لن يتغير إلا برفض الشعب العربي لهذه الصفقة، وتصديه لأنظمته المترنحة المهزومة العميلة لأمريكا وإسرائيل؛ لقد آن الأوان أن تتحرك الجماهير العربية للدفاع عن وجودها وكرامتها. ولهذا فإن من واجب قادة الأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، ومؤسسات المجتمع المدني، وأئمة المساجد، والنخب الثقافية ان يعملوا معا على تعبئة الجماهير وقيادتها، ومشاركتها في النزول إلى الشوارع في كل دولة عربية للتظاهر والعمل معا على الغاء اتفاقيات أوسلو، وكامب ديفيد، ووادي عربة، ودعم المقاومة، ووقف التطبيع، وإغلاق القواعد الأمريكية وطرد القوات الأجنبية، ومعاقبة إدارة ترامب سياسيا واقتصاديا، والتصدي للصهاينة أينما وجدوا.
نحن 400 مليون عربي نعتز بعروبتنا وانتمائنا لوطننا، لا نقبل الذل والاستسلام، ونملك طاقات بشرية واقتصادية هائلة؛ فلماذا لا نتمرّد على واقعنا التعيس المشين؟ ولماذا لا نهب لإنقاذ وطننا من الضياع؟ أليس من العار علينا أن نستسلم ونسلم مستقبل وطننا والأجيال القادمة لترامب ونتنياهوا ولحكام عرب خونة؟