عرف المغاربة منذ القديم بتوافقهم مع إطار مرجعي ثابت في التدين غير قابل للتجاوز والمراجعة فاختاروا مذهب الإمام مالك في الفقه ومنهج الإمام أبي الحسن الأشعري في العقيدة وطريقة الإمام الجنيد في السلوك والتصوف مع إمارة المؤمنين الحامية للملة والدين فما المقصود بثوابت الأمة ؟؟ وهل تعد سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من ثوابتها؟؟.
فالدين الإسلامي الحنيف جاء بالأساس لحفظ الكليات الخمس التي عليها بني الإسلام فمن بين هذه القواعد حفظ الدين فإذا إنخرم الدين وتلاعب الناس بقيمه إنهدت أركان الدولة وأصبحت كالذي خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الرياح في مكان سحيق ولهذا كان للمساس بثوابت الأمة المغربية الحظ الأوفر في دستور 2011 وقد جاء في إعلان الدستور ما نصه :{ بأن الأمة تستند في حياتها العامة على ثوابت جامعة تتمثل في الدين الإسلامي السمح …..الخ} فهنا أسطر بأسطر عريضة على كلمة تستند فإذا كانت الأمة المغربية تستند إلى أساس هش معبوث به ضاعت الأمة ومرتكزاتها وأصبحت غير مأبوه بها بين المجتمعات لكن القانون الجنائي المغربي كان صارما وسيفا بتارا حيث وضع المشرع المغربي عقوبات زجرية لكل من مس بمقدسات الأمة المغربية فقد جاء في الفصل 267/5 من القانون الحنائي :{ بأنه يعاقب من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة من 20.000 إلى 200.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين ، كل من أساء إلى الدين الإسلامي أو النظام الملكي أو حرض ضد الوحدة الترابية للمملكة ، وترفع العقوبة إلى الحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 50.000 إلى 500.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا ارتكب الأفعال المشار إليهم في الفقرة الأولى أعلاه بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم أو بواسطة البيع أو التوزيع أو بواسطة كل وسيلة تحقق شرط العلنية بما فيها الوسائل الإلكترونية والورقية والسمعية البصرية }
فلسائل أن يسأل ما علاقة تدوينة أستاذة الفلسفة بالمساس بثوابت الأمة ؟؟ أقول أن السنة النبوية او السيرة النبوية جزء لا يتجزء من الدين وعليه فإنه من تكلم فالحبيب المصطفى أو في أزواجه فقد هدم سارية من سواري هذا الدين الحنيف ويستحق العقوبة التي جاء بها القانون الجنائي المغربي في فصله 267/5 .
وفي أخر مقالتي هذه أنوه بجهود السلطة في التصدي لمثل هذه الممارسات والضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه أن يمس بثوابت هذه الأمة العتيدة التي حميها ويرعى شؤونها بعد الله بتارك وتعالى أمير البلاد سيدي محمد السادس حفظه الله وأدام أمره
كتب المقالة وعدها الطالب : محمد العلوي الاسماعيلي