الصحف السودانية: مخاوف من شبح «المحاصصة السياسية»

الجريدة نت14 أغسطس 2019
الصحف السودانية: مخاوف من شبح «المحاصصة السياسية»

تناولت الصحف السودانيةن الصادرة اليوم، الأربعاء، مخاوف وشكوك على هامش الاستعدادات الرسميةوالشعبية للتوقيع على الوثيقة الدستورية، بمشاركة عربية وأفريقية ودولية.

المخاوف من تخفي «المحاصصة السياسيية» بين بنود الوثيقة، وهو ما برز خلال مباحثات قوى الحرية والتغيير من جانب، والجبهة الثورية من جانب آخر في القاهرة.

وكشفت مصادر صحفية عن الخطاب الدبلوماسي، الذي اعتمدته كل من الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير، عقب مفاوضات القاهرة، لا يحجب حقيقة الخلافات العميقة بين الجانبين، والتي تتمحور أساسا في رغبة كل منهما في الاستئثار بموقع متقدّم على مستوى إدارة المرحلة الانتقالية في السودان.

وأشارت المصادري إلى أن الجبهة الثورية تريد أن يكون لها نصيب كبير في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، باعتبارها من قادت العمل العسكري وساهمت في إضعاف نظام الرئيس المعزول عمر حسن البشير، بينما ترى قوى الحرية والتغيير أنها قادت الحراك الثوري في الشارع، ويجب أن تكون ممثلة بما يتناسب مع تضحياتها.

ونقلت الصحف عن الباحث السوداني، حامد التيجاني، أن الخلافات أساسا تنصبّ حول شغل المواقع في الحكومة والبرلمان المقبلين، وأن الطرفين ينظران إلى المرحلة الانتقالية باعتبارها المؤسس للوضع السياسي المستقبلي لكل طرف، في ظل وجود أطماع غير خافية للوصول إلى السلطة، وبالتالي فإن الاتفاق بينهما سيكون مستحيلاً في الوقت الحالي.

الصراع في السودان.. صراع حول سلطة سياسية

ونقلت الصحف عن المتحدث باسم الجبهة الثورية، جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، أن الصراع في السودان هو في الأساس صراع حول سلطة سياسية.

وأضاف إبراهيم، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالقاهرة في ختام المباحثات، أنه لا يوجد ما يمنع أن تكون الجبهة مشاركا في السلطة الانتقالية.

وانهارت محادثات القاهرة بين قوى الحرية والتغيير، والجبهة الثورية بالسودان، بحسب ما قاله «مني أركو مناوي»، رئيس حركة تحرير السودان، إحدى فصائل الجبهة الثورية، على حسابه على تويتر.

الجبهة الثورية تطالب بدمج قواتها في الجيش

وذكرت الصحف، أن القيادي في «الجبهة الثورية» السودانية، ياسر عرمان، أكد على أن الاستحقاقات المطلوبة للجبهة خلال المرحلة الانتقالية القادمة تقوم على عملية الاندماج ووجود خارطة طريق تكون مضمنة في الإعلان الدستوري، بالإضافة إلى تشكيل برلمان يكون قادراً على عكس التنوع وحل قضايا السودان.

وأشار عرمان، إلى أن الجبهة تريد أن تكون جزءا من العملية السياسية في السودان وأن تنهي الحرب تماماً، وأكد قدرة الجبهة في المساهمة في عملية الترتيبات الأمنية، مشيراً إلى دمج الحركات المسلحة في «جيش موحد».

عدم الاتفاق مع الجبهة الثورية لا يمنع التوقيع على الوثيقة الدستورية

وأشارت الصحف السودانية، إلى تصريحات قوى الحرية والتغيير، أنّ عدم الوصول إلى اتفاقٍ مع الجبهة الثورية لن يمنع من التوقيع على الوثيقة الدستورية التي تمّ التوافق عليها مؤخرًا.

وقال القيادي في قوى التغيير حبيب عبيد، إنّ عدم الاتفاق مع الجبهة الثورية لا يعني عدم التوقيع على الإعلان الدستوري.

وأكّد حبيب، أنّ المفاوضات مع الجبهة الثورية لم تتوقف، وأضاف «صحيح أنّ الاجتماعات مع الجبهة الثورية في القاهرة انتهت ولكّن المفاوضات ما زالت مستمرة حتى الوصول إلى اتفاقٍ».

وتطالب الجبهة الثورية بمقعدين في مجلس السيادة، وتأجيل تشكيل الحكومة لمدة شهر بجانب تشكيل مفوضية السلام، وتعديل المادة ٦٩.

وكانت الاجتماعات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة قد أفضت إلى عدم الوصول إلى أيّة نتائج بعد استمرارها ليومين على التوالي.

والجبهة الثورية أحد مكونات نداء السودان المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير وتضم كلٍ من حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان، والحركة الشعبية ـ قطاع الشمال.

«الجبهة الثورية» ترهن مشاركتها في احتفال التوقيع بما سيحدث من تفاهمات مع (الحرية والتغيير)

وكشفت الصحف السودانية، أن «الجبهة الثورية» رهنت مشاركتها في احتفال التوقيع على الوثيقة الدستورية، يوم السبت المقبل، 17 أغسطس/ آب الجاري ، بما سيحدث من تفاهمات وإجراءات بعد عودة وفد «قوى الحرية والتغيير» من القاهرة إلى الخرطوم ونقل ما تم التباحث حوله في القاهرة إلى القيادة.

وقال القيادي في «الجبهة الثورية»، ياسر عرمان: إن تم حل القضايا سيحضر وفد من الجبهة الثورية للخرطوم.

من جانبه قال القيادي في «الجبهة الثورية»، نور الدائم طه، إن الخلاف الجوهري مع قوى الحرية والتغيير يتمثل في إدراج نص وثيقة السلام التي تم التوقيع عليها في أديس أبابا إضافة إلى الوثيقة التي قدمها الجبهة الثورية ضمن الاتفاق.. وإنّ مطلب الجبهة الثورية الأساسي أن يتمّ تعديل المادة ٦٩ بحيث ينصّ صراحة على سيادة أو حاكمية نصوص اتفاقية السلام القادم على كل الوثائق الدستورية.

عرمان: وفد من الجبهة الثورية سيشهد توقيع الاتفاق في الخرطوم

وفي تصريح مفاجئ، بحسب وصف الصحف السودانية، أكد القيادي ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، أن وفدًا من الجبهة الثورية سيصل إلى الخرطوم ليشهد توقيع الاتفاق النهائي على الوثيقة الدستورية.

وقال عرمان: إن مصر تمتلك علاقة تاريخية مع السودان وأن تلك العلاقة لا تتأثر بما يحدث في بعض المحاور الإقليمية .

وأضاف عرمان : ستدير الجبهة الثورية في القاهرة بعد أسبوعين حواراً عميقاً حول كيفية الوصول إلى سلام شامل، مشيرا إلى أن قيادات الجبهة قامت بزيارة سابقة إلى القاهرة في شهر مايو/ آيار الماضي

شكوك حول ‏مرشحي «العسكري» للمجلس السيادي

وأشارت الصحف إلى تأكيد مصادر  سياسية، أن اللواء أمن، حسب الله عمر، أحد خيارات المجلس العسكري الانتقالي في السودان لشغل المقعد الـ(11) بمجلس السيادة، يعتبر من أكثر المقربين للفريق صلاح قوش سابقا، وكان يتبعه كظله في كل مراحله بجهاز الأمن، وخرج معه من جهاز الأمن عندما أطاح به الرئيس المخلوع عمر البشير قبل أن يعينهما سويا في مستشارية الأمن حيث عمل حسب الله في منصب الأمين العام بينما عين «قوش» رئيسا لها.

وأضافت المصادر، أن الفريق «مصطفى الدابي» يعتبر الخيار الثاني للمجلس العسكري لمنصب في المجلس السيادي القادم، ويعد «الدابي» ضابط قوات مسلحة بالمعاش كان من المقربين للرئيس المخلوع وعمل من قبل كرئيس للإستخبارات العسكرية ثم عينه المعزول بعد تقاعده من الجيش كسفير لدى قطر.

بينما نفت مصادر أخرى، علاقة «حسب الله» بالفريق صلاح قوش، وأكدت أن العلاقة  تأزمت بل وصلت حد القطيعة بعد خروجهما من مستشارية الأمن.

«تجمّع المهنيين» يوجّه إنذارًا للمجلس العسكري.. «الجداريات خط أحمر»

وأبرزت الصحف طلب «تجمّع المهنيين السودانيين» من المجلس العسكري، إيقاف مسح الجداريات فورًا، مقدّمًا الدعوة في ذات الوقت لجميع الثوار بمواصلة رسم الجداريات وممارسة كافة حقوقهم في التعبير وحماية الحقوق المنتزعة في كلّ المواقع.

وبحسب بيانٍ التجمع، فقد اتهم المجلس العسكري وأعداء الثورة بمسح الجداريات التي زيّنت شوارع القيادة العامة وبعض شوارع الخرطوم.

وكانت ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم، شهدت رسم المعتصمين لعديد من اللوحات التي تخلّد للثورة الشعبية التي اندلعت في البلاد  في شهر ديسمبرم كانون الأول الماضي، قبل أنّ يتمّ فضّ الاعتصام بالقوة في شهر يونيو/ حزيران الماضي.

وأضاف البيان « تجمّع المهنيين يدين هذا السلوك ويعتبره انتهاكًا واضحًا وامتدادًا مقصودًا لطمس أحد أهم ملامح الثورة».

وأشار البيان إلى أنّ ما تمّ ما هو إلاّ محاولة بائسة لإخفاء جمال وآدب وثقافة الثورة التي ابتكرها الشعب العبقرى تعبيرًا عن تلازم الفعل الثوري والجمالي.

حزب الأمة القومي ينفي ارتباطه بالخارج

نفى نائب رئيس حزب الأمة القومي، د. إبراهيم الأمين، وجود أي ارتباطات له بالخارج أو تلقيه لأي دعم خارجي، مشيراً إلى أن قواعده القوية والفاعلة هي مصدر قوته، رغم محاولات الاختراق التي تعرض لها، واستقطاب أفراد منه لتكوين أحزاب.

وقال الأمين: إن الحزب يحتل موقعاً متميزاً داخل «قوى إعلان الحرية والتغيير» من واقع حرصه على التوافق حول القضية الوطنية بمجملها، مبيناً أن مسألة الالتزام بالتغيير تأتي في قمة أولويات قوى إعلان الحرية والتغيير باعتبار الثورة ملكاً لكل السودانيين وأن القيادة لا تعني تقلد المواقع الأمامية.

الوثيقة الدستورية تستبعد حزب المخلوع وأخرين من المجلس التشريعي

وأكدت الصحف السودانية، أن الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية لعام 2019م ، التي توافق عليها مؤخرا المجلس العسكري الانتقالي وقوي اعلان الحرية والتغيير، استبعدت  حزب المؤتمر الوطني «حزب البشير»، والقوي السياسية التي شاركت في النظام السابق حتي سقوطه، من المشاركة في تكوين المجلس التشريعي .

وحدد الفصل السابع من الوثيقة تكوين المجلس التشريعي الانتقالي ، حيث نصت المادة (23) علي أن المجلس التشريعي الانتقالي سلطة تشريعية مستقلة لا يجوز حلها ولا تتجاوز عضويته الثلثمائة عضوا ، علي أن يراعي تمثيل كافة القوي المشاركة في التغيير عدا المؤتمر الوطني والقوي السياسية التي شاركت في النظام السابق حتي سقوطه .

حملة إعتقالات واسعة لقيادات الدفاع الشعبي التابعة لنظام البشير

وكشفت مصادر صحفية، أن السلطات نفذت حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات مايسمى بالدفاع الشعبي التابعة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

وقال الصحفي السوداني، منعم سليمان، إن ‏حملة إعتقالات واسعة تطال قيادات ما يسمى بـ(الدفاع الشعبي) ورؤوس منظمة النهب والفساد الإجرامية التي تسمى ( منظمة الشهيد) التابعة لتنظيم (الحركة الإسلامية).

ويعتبر الدفاع الشعبي قوات شبه عسكرية لها شعارات إسلامية واضحة مثل شعار «جهاد .. إما نصر أو شهادة»، واتخذتها حكومة الإنقاذ الوطني البائدة ركيزة أساسية في خوض حروبها المتعددة التي دخلتها منذ توليها السلطة وبها عملت على نوع من التجييش الشعبي للشباب داخل السودان تحت أيديولوجية الإنقاذ الإسلامية.

 اختبار صعب وحقيقي أمام قوى الحرية والتغيير

وعرضت الصحف السودانية تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبار مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين: «الجبهة الثورية» ترهن مشاركتها في احتفال التوقيع بما سيحدث من تفاهمات مع «الحرية والتغيير»..الحرية والتغيير: عدم الاتفاق مع الجبهة الثورية لا يمنع التوقيع على الوثيقة الدستورية.. الوثيقة الدستورية تستبعد حزب المخلوع وآخرين من المجلس التشريعي..تصريحات مثيرة لعرمان حول حضور الجبهة الثورية لاحتفال التوقيع.. المسار الانتقالي في خطر .. المحاصصة السياسية تتخفى وراء الوثيقة الدستورية..قيادية بحزب البعث: قوى الحرية والتغيير أمامها اختبار صعب وحقيقي ..الوثيقة الدستورية تحدد سلطات مجلس السيادة..الجبهة الثورية تضع 7 مطالب أمام وفد قوى الحرية والتغيير..اتفاق بين حركة تحرير السودان و «سودان المستقبل» على علمانية وفيدرالية الدولة..الصراع في السودان في الأساس صراع حول سلطة سياسيية..انتهاء محادثات القاهرة بين قوى التغيير والجبهة الثورية بدون اتفاق..كشف حقيقة مطالبة الجبهة الثورية بالمحاصصة .. عمر الدقير: لن نؤجل تشكيل الحكومة لإلحاق «الثورية».. حزب الأمة القومي ينفي ارتباطه بالخارج..جريدة لندنية تفتح ملف تهريب البشر..عصابات تنشط بين السودان ومصر رغم «تضييق الخناق».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.