الأمريكيون في العراق.. غير مرغوب بهم

الجريدة نت2 مارس 2017
الأمريكيون في العراق.. غير مرغوب بهم

يتردد في الأروقة السياسية الأمريكية كلام عن عزم الرئيس ترامب على إبقاء القوات الأمريكية لمدة طويلة في العراق، بهدف مواصلة تدريب القوات العراقية لتمكينها وتطويرها.
وفي هذا الخصوص، ذكر دوغ باندو، زميل بارز في معهد كاتو، ومساعد خاص للرئيس الأمركي الأسبق رونالد ريغان، في مقال بمجلة ناشونال إرنترست بما قاله جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أثناء لقاء أجري في 23 فبراير( شباط) في معهد بروكينز في واشنطن من “أننا بدأنا، وكذلك الناتو، بإجراء حوار بشأن التزام طويل الأمد لتطوير قدرات القوات الأمنية العراقية، ولكن لم تتخذ بعد أية قرارات”.

بداية خاطئة
ولكن باندو يرى أن القيام بتلك الخطوة يؤشر لبداية خاطئة لعهد الرئيس دونالد ترامب. وكان الجنرال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، أبرز وجوب “تغليب الأمل على التجربة” عندما قال إن الشعب والجيش العراقي، ومعهم القيادة السياسية العراقية يقرون بما هم قادرون على مواجهته، وقيمة التحالف والشراكة، وخاصة مع الولايات المتحدة، و”أتصور أننا سنشارك في هذا الصراع لمدة طويلة، وسنساعد بعضنا البعض”.

ويرى باندو أن الوقائع تظهر أن العراق لن يكون قادراً على مساندة أمريكا لأنه يعاني من أزمات منذ سنين. وبالإضافة إليه، يعتبر مجرد احتمال قيام واشنطن بدور طويل الأمد في العراق، اعترافاً كارثياً بفشل سابق. ويشير إلى أن أمريكا حولت العراق بداية، هدفاً عسكرياً طوال السنوات ال 26 الأخيرة، بعد غزو العراق للكويت. ولكن واشنطن أبقت صدام حسين في السلطة. وفي عام 2003، غزت إدارة بوش العراق للإطاحة به. ويومها تخيّل مسؤولون أمريكيون أن الشعب العراقي سيرحب بحكامه الجدد، بعدما أدخلوا بلدهم في الفضاء الغربي، وأقاموا قواعد عسكرية دائمة، ونصبوا مغتربين عراقيين موالين لأمريكا على رأس حكومة جديدة.

أخطاء الاحتلال
ولكن، وكما يشير باندو، باءت تلك العمليات الأمريكية بالفشل. فقد كثرت أخطاء الاحتلال، وكانت كبيرة. وكما أشار المفتش العام الخاص لإعادة إعمار العراق “تجاوزت التحديات الأمنية التي رافقت إعادة تأهيل العراق ما بعد الحرب موجة السلب التي أعقبت سقوط صدام مباشرة. فقد ارتبطت تلك الممارسات بخلافات طائفية وإثنية قديمة، وبصعود ديموقراطي للغالبية الشيعية، وظهور تمرد سني”. ويلفت الكاتب لخطأ الاعتقاد أنه في ظل الرعاية الأمريكية ستختفي الصراعات العرقية والدينية والسياسية في العراق. كما ورغم الافتراض بأن العراقيين سيشعرون بالامتنان للأمريكيين لتحريرهم من صدام، فقد رفضت حكومة بغداد منح الحصانة لجنود أمريكيين في إطار اتفاقية مشتركة كضرورة لمواصلة الاحتلال.

هجمات متطرفين
وبحسب باندو، لم يكن تواجد أمريكي عسكري طويل الأمد ليحل مشاكل العراق، بل ليجعل قوات أمريكية عرضة لهجمات من قبل متطرفين شيعة وسنة، على حد سواء. وفي حين يتهم الجمهوريون الرئيس السابق أوباما بالتخلي عن العراق، كان العراقيون هم الذين رفضوا بقاء القوات الأمريكية على أرضهم. ولم يكن أمام أوباما سوى تطبيق جدول بالانسحاب وضعه سلفه جورج بوش.

حكومة جامعة
ولذا، يتوصل الكاتب لقناعة بأنه لا فائدة في تجديد أمد تواجد أمريكي عسكري في العراق لإنشاء حكومة نزيهة فاعلة وغير طائفية. ويرى أن المطلوب تشكيل حكومة جامعة من الشيعة والسنة، وإجراء مصالحات. والأهم منه، يقول باندو، رسم خطة لكيفية وضع الجماعات العراقية المسلحة تحت سيطرة الدولة بعد دحر داعش، ومنع تطور الانقسامات الطائفية التي أدت لظهور التنظيم الإرهابي”. وفي نهاية مقاله يقول باندو” إن لم يشارك سنة العراق في صنع مستقبل بلدهم، فإن حرباً طائفية أخرى تلوح في الأفق. وتبقى مهمة تقرير مصير العراق بأيدي أبنائه، وقد قامت الولايات المتحدة بما يكفي بمساعدتهم من أجل هزيمة داعش”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.