عندما يجتمع الشامي والمغربي على تقسيم نينوى / بقلم : عبد الرحمن اللويزي

الجريدة نت26 مايو 2017
عندما يجتمع الشامي والمغربي على تقسيم نينوى / بقلم : عبد الرحمن اللويزي

لعل المتابع للشأن السياسي ينظر باستغراب شديد الى المصلحة التي يمكن أن تجمع دولة مثل تركيا تخوضُ حرباً ضد حركة تحررية تدافع عن حقوقها القومية مثل (PKK) وتسعى لتحقيق الحلم الكردي في إنشاء (كردستان الكبرى) مع رئيس إقليم كردستان الذي من المفترض أن يكون أمتداداً لهذا المشروع على المدى الاستراتيجي, والأغرب أن تلتقي مصالح الطرفين في قضية (الموصل) فكيف يمكن الموائمة بين أطماع رئيس الإقليم في إقتطاع أجزاء واسعة من محافظة نينوى لصالح الكيان المفترض (كردستان الكبرى) وبين جهة إقليمية تعتبر هذه (الدولة) المفترضة تهديداً لأمنها القومي؟ أما تفسير هذه الأحجية فهو أن الطرفين (أردوغان والبرزاني) يريدان أن يستفيد كل منهما من علاقته بالآخر لفترة مرحلية تساعد كُلاً منهما على تنفيذ مشروعه هو, والذي سيتقاطع مع المشروع الآخر على المدى الإستراتيجي وليس الآني. فما هو القدر المتفق عليه بينهما الآن فيما يتعلق بقضية الموصل؟ تقسيم محافظة نينوى الى محافظات هو القدر المتفق عليه بين الطرفين, وبعد هذه الخطوة فلكل منهما مشروعٌ مختلف, أما السيد البرزاني فيسعى الى أن تتم خطوة إعلان المحافظات ابتداءً, ثم تقف عند هذا الحد, حتى إذا بدأ نقاش فكرة أن تتحول هذه المحافظات الى إقليم نينوى (كما يخطط اردوغان وحلفاؤه المحليون) أستخدم برزاني نفوذه في هذه المناطق (سهل نينوى وسنجار) ليكون الخيار هو الإنضمام الى إقليم كردستان وليس إقليم نينوى, لان العرب الذين أستطاع مسعود أن يصورهم أنهم الخطر الذي يتهدد الأقليات, موجودون في إقليم نينوى وليس في كردستان, فضلا عن أن اليزيديين هم بحسب قناعة أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني من اليزيديين, هم كُرد وكذلك الشبك والجرجرية, فالأولى أن ينظم هولاء الى الأقليم الذي يشكلون فيه أغلبية بدل أن ينظموا الى إقليم عربي سيبقون فيه أقلية, ويحظى هذا المشروع بدعم الولايات المتحدة التي قدم عدد من المشرعين فيها مشروع قرار لإنشاء محافظة للأقليات في سهل نينوى وكذلك يحظى مشروع البرزاني بدعم السعودية التي يرى أحد منظريها (اللواء أنور عشقي) أن إقامة كردستان الكبرى هي وسيلة لإضعاف تركيا والعراق وايران. أما اردوغان وحلفاؤه المحليون فيهدف مشروعهم الى تحويل المحافظات المفترضة الى إقليم نينوى, الذي يستنسخ تجربة إقليم كردستان وسيبدأ هذا الإقليم المفترض, شيئاً فشيئاً بالإستقلال عن العراق والتحول الى إقليم كونفدرالي, من حيث الواقع وليس التوصيف القانوني, بذات الوضع الذي عليه إقليم كردستان الآن, وبدعم أكبر من تركيا, حتى اذا تهيئت الأذهان لإستقلال هذا الإقليم المفترض وتعالت الأصوات بحق سكانه في تقرير مصيرهم, فسيجرى حينها استفتاء شكلي تحسم نتائجه لصالح ضم هذا الإقليم وإلحاقه بتركيا, وسيكون لحلفاء تركيا المحليون الدور الأكبر في أنجاح هذا المشروع. السؤال المنطقي, إذا كان لتركيا مشروعها وللسعودية مشروعها هل يوجد مشروع عراقي وطني للحفاظ على وحدة العراق والتصدي لهذه المشاريع؟ مقطع الفيديو جزء من كلمة اللواء أنور عشقي , ضابط المخابرات السعودي المتقاعد ورئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية , في الملتقى الذي نظمه مجلس العلاقات الخارجية , تحت عنوان (الفرص والتحديات في الشرق الأوسط , وجهة نظر من المملكة العربية السعودية وإسرائيل) الرابط أعلى للكلمة كاملة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.