عاجل

نساء فكيك يحيين الذكرى الثانية لـ“حراك الماء” بالحايك الأبيض

نساء فكيك يحيين الذكرى الثانية لـ“حراك الماء” بالحايك الأبيض

حتجاج رمزي يعيد مطلب “الماء حق للجميع” إلى واجهة النقاش المحلي

فكيك – الجريدة نت
خرجت نساء مدينة فكيك، أول أمس الخميس، إلى شوارع المدينة في مسيرة رمزية مرتديات “الحايك” الأبيض التقليدي، لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق ما يُعرف بـ“حراك الماء”، الذي بدأ عام 2023 احتجاجاً على قرار تفويت تدبير قطاع الماء الصالح للشرب إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات.

رمزية الحايك الأبيض
المسيرة التي شاركت فيها نساء من مختلف الأعمار اكتست طابعاً رمزياً لافتاً، إذ تحوّل “الحايك” إلى راية بيضاء صامتة تعبّر عن التشبث بالأصل، وعن رفض ما تعتبره الساكنة مسّاً بحقها التاريخي في الماء، الذي ظل لقرون أساس الحياة والنظام الاجتماعي في الواحة.
ورفعت المشاركات شعارات من قبيل “الماء حق وليس امتيازاً” و*“لا لتسليع الماء”*، مؤكدات أنهن مستمرات في الدفاع عن هذا الحق إلى حين تراجع السلطات عن قرار الخوصصة، في وقت يرى فيه سكان المدينة أن الماء في فكيك ليس مورداً اقتصادياً فحسب، بل مكوّناً من مكونات الهوية الجماعية والذاكرة التاريخية.

المرأة في صدارة الحراك
يرى متتبعون محليون أن خروج النساء إلى الشارع بهذا الشكل يعكس وعياً جماعياً متزايداً بأهمية المشاركة المدنية، ويؤكد المكانة الرمزية للمرأة الفكيكية باعتبارها فاعلاً محورياً في الدفاع عن الحقوق الجماعية وحماية التراث المائي والبيئي للمدينة.
وتؤكد فاعلات مدنيات أن الطابع السلمي والحضاري للمسيرة يعكس تشبث الساكنة بأساليب النضال الهادئ والمسؤول، في مواجهة ما يعتبرونه تهديداً للأمن المائي المحلي، داعيات إلى حلول تنموية شاملة تراعي خصوصيات المناطق الحدودية والواحات الشرقية.

موقف الساكنة: رفض قاطع للخوصصة
من جانبها، شددت التنسيقية المحلية للترافع عن قضايا فكيك على رفضها المطلق للانضمام إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات، معتبرة أن القرار اتُّخذ “ضد إرادة الساكنة”، وأن الحراك ما زال مستمراً دفاعاً عن “ماء عمومي ونظيف ومشترك بين الجميع”.
وفي مذكرة أصدرتها بمناسبة الذكرى الثانية للحراك، نبهت التنسيقية إلى “غياب إرادة حقيقية للحوار من طرف السلطات”، مشيرة إلى أن لقاءً وحيداً جمع ممثليها بعامل الإقليم السابق لم يُسفر عن نتائج عملية، كما تطرقت إلى “تداعيات اقتصادية إضافية” منها منع استغلال مقالع وادي العرجة، ما اعتبرته “ضربة جديدة للتنمية المحلية”.

خلفيات الأزمة
تعود جذور الحراك إلى سنة 2023، حين صوّت المجلس الجماعي لفكيك على الانضمام إلى الشركة الجهوية “الشرق للتوزيع”، بعد أن كان قد رفض القرار سابقاً، ما فجّر موجة غضب واسعة بين السكان الذين اعتبروا الخطوة “انقلاباً على الإرادة المحلية”.
ويستند سكان فكيك في احتجاجهم إلى تاريخ طويل من التدبير الجماعي للماء، يقوم على نظام “التويزة” وتوزيع الحصص الزمنية بعدل بين الملاك، وهي أعراف جعلت الواحة تُصنَّف من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ضمن “المنظومات الزراعية التراثية ذات الأهمية العالمية”، بفضل مهارتها في إدارة الموارد المائية والحفاظ على التنوع البيولوجي.

رسالة الحراك
يرى مراقبون أن عودة النساء إلى قيادة الاحتجاج بعد عامين على انطلاق الحراك تعكس عمق الأزمة واستمرار الإحساس الجماعي بالمساس بحق أساسي في الحياة. كما تعبّر عن إرادة جماعية للحفاظ على الإرث المائي والاجتماعي لفكيك، حيث تظل المرأة، مرة أخرى، عنواناً للمقاومة المدنية وصون الذاكرة الجماعية.

التعليقات (0)

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.