بعد أكثر من عام على وصف الادعاءات الخاصة بالتدخلات الروسية في انتخاب ترامب بأنها خدعة ومطية من الديمقراطيين في أمريكا لتبرير الخسارة، قال المدعى الخاص روبرت مولر أن لديه دليل على ذلك.
وجه مولر في 37 صفحة لائحة اتهام تشمل 13 روسيًا، قاموا بالسفر إلى الولايات المتحدة بهويات مسروقة، ليدعوا بأنهم أمريكيين، وليعملوا على تنظيم حملات حملة وهمية وليقوموا بإنشاء مئات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية في محاولة لتثبيت حكم ترامب.
ما وصفته جريدة التايمز الأمريكية بأنه أكبر مؤامرة روسية، كانت تهدف إلى مساعدة ترامب في الوقت الحاسم، وضرب هيلاري كلينتون إنقاذه في الانتخابات خاصة في الوقت الحرج. كان ترامب على أي حال تحت المجهر منذ طرده لجيمس كوماي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومنذ محاولته إيجاد مخرج لمايكل فلين مستشاره القومي لمدة 24 يوما.
وعلى الرغم من كل هذا يؤكد رود روزنشتاين النائب العام للولايات المتحدة أنه لا يوجد هناك أمريكيون على لائحة الاتهام في هذه القضية، ولا يوجد أي اتهام موجه بأنهم قد فعلوا فعلا مباشرا قد كان يمكن أن يؤثر في النتيجة النهائية للانتخابات.
وقتها غرد ترامب على تويتر بقوله: “أن الحملة الروسية على الولايات المتحدة بدأت عام 2014 قبل انتخابي، ولم يكن لروسيا أي يد في انتخابي. لا تواطؤ“.
على أن المحللين رأوا أن كلمة “على لائحة الاتهام” قد تعني أنه لم يوجد حتى الآن أمريكي متورط رسميا في هذا الأمر، وهو ما قد يعني أن التحقيقات لم تنته بعد.
جيمس كلايبر المدير السابق للاستخبارات الوطنية أكد في تصريح للسي إن إن الأمريكية أن هناك المزيد من المتورطين في هذه القصة وخاصة بـ “التمويل”، ثم أضاف “هناك المزيد القصة لم تنته بعد”.
ويبدو أن المؤامرة الروسية المزعومة تعكس استراتيجية حملة ترامب لإظهار كلينتون على أنها فاسدة ومجرمة.
بريان فالون، السكرتير الصحفي السابق لدى كلينتون، قال لصحيفة واشنطن بوست: “كانت هناك مذكرات وإعلانات ترازمنت حقا مع خطاب حملة ترامب.. استغلوا بالتأكيد بعض نقاط الضعف لدينا “.
جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية كان قد أشار في العام الماضي أنه “من غير المعقول ألا تؤثر الإجراءات الروسية على وجهات نظر وأصوات بعض الأمريكيين على الأقل”.
وبالعودة إلى مولر فقد وصف ما قامت به روسيا من أجل دعم ترامب في الانتخابات بـ “حرب المعلومات” حيث زار اثنان من الروس المتهمين، الذين يعملون لحساب وكالة أبحاث الإنترنت المرتبطة بالكرملين، نيفادا وكاليفورنيا ونيو مكسيكو وكولورادو وإلينوي وميشيغان ولويزيانا وتكساس ونيويورك لجمع المعلومات الاستخبارية. ويصف مولر لعبة التدخل كما يلي: “قام نشطاء روس بإنشاء حسابات على الإنترنت تحت أسماء مثل “ووك بلاك” و”بلاكتيفيست” و”يونيتيد مسليمس أوف أميركا” لتشجيع مجموعات الأقليات على عدم التصويت لصالح كلينتون. وكان انخفاض نسبة الإقبال على الأقل أحد عناصر خسارة كلينتون في ولاية ميشيغان، وهي واحدة من الولايات الثلاث التي فقدتها بفارق ضئيل.
قرار الاتهام أيضا شمل فريقا مكونا من 80 شخصا متخصصين في الرسومات وتحليل البيانات والبحث الأمثل لمحركات الإنترنت عملوا على خداع الناخبين.
وقد قدر الفيسبوك أن المنشورات الروسية الاحتيالية وصلت إلى 126 مليونا من الأميركيين على منصاتها وحدها، كما تم استخدام شبكة خاصة افتراضية آمنة في أمريكا لإخفاء دور روسيا.
ويبدو أننا في الأيام القادمة سنتفرج على مسلسل إسفاف جديد ولكن هذه المرة من الولايات المتحدة الأمريكية