لا يشكوا العرب اليوم من قلة في الاعداد او عجز في الموارد والخيرات فالجمع غفير والخير وفير.
ولكن من ينظر اليهم يراهم كمن ضاع في الصحراء لايملك قطرة ماء فاصابته الحيرة
اين يتجه للحصول على ماء.
واذ لاحت لعينيه بين ثنايا وكثبان الرمال تجمع لحياة ظن فكره شبح الموت وقد تصورها صورة رسمتها يد السراب.
واذا طالعه الوهم بجنة خضراء وارفة الظلال متدلية الثمار تجري من تحتها الانهار…
فيها ماينقع غلته ويطفئ صداه.
فهو بين الحقيقة التي تحوم حولها الشكوك والسراب الذي يجذبه ويشده اليه
الامة التي غفت فنامت لاتستيقظ من وخز الضمير لا تبالي ولا تكترث مما يجري
حولها تعيش واقع ثقيل مفروض عليها.
تراقب الاحداث وعيونها مطبقة الجفون واهدابها مسترخية والتيار جرفها نحو امواج
لا تعرف العوم فيه ليل بلا نهار فلا تحاول ان تمسك بيدها سلاح او توقد مصباح.
السيوف في الاغماد وان سلت فانها تقتل العرب والاموال تسيل لكنها الى جيوب الاعداء
المشاهد المأساوية اصبحت معتادة ومناظر الدماء والاشلاء لا تبعث فيهم اي تحرك او احساس