تقرير أمريكي يدين الــ "سي أي إيه" ويؤكد قيامها بعمليات تعذيب جماعي ووحشي

الجريدة نت10 ديسمبر 2014
تقرير أمريكي يدين الــ "سي أي إيه" ويؤكد قيامها بعمليات تعذيب جماعي ووحشي

نشر مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء 9 ديسمبر جزءا مقتضبا من تقرير تناول عمليات تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية في سجون سرية ، واكتفي المجلس بملخص لم يتعد 480 صفحة من أصل التقرير الذي تجاوز عدد صفحاته الــ 6000 صفحة، و احتوي على عدد ضخم من الأدلة الدامغة التي تثبت تورط جهاز المخابرات الأمريكية السي اى إيه في عمليات تعذيب جماعي ووحشي ، ومازال التقرير حتى اللحظة مصنفا بــ ( السري) فضلا عن تأخر الإعلان عنه قبل ظهوره أمس، بسبب خلافات في واشنطن بشأن ما ينبغي نشره ..

وأوضح التقرير الذي قامت بإعداده لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي واستغرق 4 سنوات بميزانية قاربت 40 مليون دولار أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استنطاق محتجزين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر.

و أضاف نفذت المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) عمليات استجواب “وحشية” لمشتبهين بالإرهاب في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/ ايلول في الولايات المتحدة، حسبما أفاد تقرير لمجلس الشيوخ ، وجاء في تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن السي اي ايه ضللت الأمريكيين بشأن مدى فعالية “الاستجواب المعدّل .

كما ذكر التقرير أن إدارة عمليات الاستجواب اتسمت بالسوء، وأن المعلومات التي تم الحصول عليها جراء هذه عمليات التعذيب كانت غير جديرة بالثقة.

وفي وقت سابق من العام، قال أوباما إنه من وجهة نظره بشأن الأساليب المستخدمة في استجواب السجناء من تنظيم القاعدة تصل إلى حد التعذيب . وفي ظل رئاسة سلفه جورج بوش، نفذت السي اي إيه عملية كانت معروفة داخليا باسم “التسليم والاحتجاز والاستجواب وخلال هذه العملية، احتُجز نحو 100 مشتبه به في أعمال إرهابية وذلك بمواقع سوداء” خارج أراضي الولايات المتحدة – بحسب ما ذكر التقرير – الذي أكد هؤلاء المحتجزين تم استُجوبهم بأساليب منها الإيحاء بالغرق والصفع والإذلال والتعريض للبرد والحرمان من النوم.

كما ذكر التقرير أنه ” بعد دراسة 20 حالة ” تأكد أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات على محتجزين لم يخلص إلى نتائج إيجابية، وكان له أثر عكسي .

وأشار التقرير كذلك إلى أن “تقنيات الاستجواب التي استخدمتها ” سي أي إيه” لم تساعد في أي وقت من الأوقات في الحصول على معلومات مؤكدة بوجود تهديدات إرهابية“.

كما أفاد التقرير الذي نشره إحدى المراصد في لندن أن بعض ” المعلومات التي كانت تفيد بوجود هجمات مدبرة بقنابل عن بعد زعمت الوكالة أنها حصلت عليها بعد عمليات الاستنطاق، كانت مغلوطة“.

واتهم التقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية بالكذب على الجميع حول نجاح برامجها للاستنطاق بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، مشيرا إلى أن” “سي أي إيه” ادعت أن برامجها للاستنطاق مكنت من الحفاظ على الأرواح، غير أنه ثبت العكس، كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقريرا حول أساليب الاستنطاق المتبعة“.

تقنية “الإغراق”

ومن بين تقنيات التعذيب التي كشف عنها التقرير، تقنية “الإغراق” حيث أكدت اللجنة أن أغلبية المعتقلين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر عذبوا بهذه التقنية وأبرزهم خالد الشيخ محمد أحد أبرز قادة القاعدة، والذي أكد التقرير أنه كان قريبا من الموت بعد خضوعه للإغراق.

وذكر التقرير أن “سي أي إيه” لجأت لحرمان المعتقلين من النوم لأيام عديدة، كما كان يتم تهديد جميع المحتجزين بالقتل إن لم يدلوا بمعلومات مهمة.

لجنة التحقيق من مجلس الشيوخ خلصت أيضا إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية للقيام بتحقيقات مع المعتقلين بعد أحداث الـ 11 سبتمبر، كما شددت على أن الأساليب المتبعة في التحقيقات لم توافق عليها لا وزارة العدل الأمريكية ولا إدارة “سي أي إيه“.

ومن أبرز الخروق التي بينها التقرير احتجاز عدد من الأفراد دون توجيه أي تهمة لهم، بالإضافة إلى احتجاز عدد آخر لأسباب غير واضحة، وعدم متابعة الأشخاص المتورطين في هذه التجاوزات القانونية، كما أوضح التقرير أن “سي أي إيه” تجاهلت تقارير داخلية دعت في أكثر من مرة إلى إعادة النظر في أسباب الاعتقال والتعذيب.

وخلص التقرير إلى أن أساليب “سي أي إيه” أدانت قيم وسمعة الولايات المتحدة في العالم، وخلفت أضرارا مادية ومعنوية للأمن القومي الأمريكي وفرضت تدابير أمنية مشددة حول المنشآت الدبلوماسية والقواعد العسكرية الأمريكية مع اقتراب موعد نشر النسخة المقتضبة لهذا التقرير البرلماني المرتقب منذ أشهر والتي حذفت منها المعلومات الأكثر حساسية .

أوباما ينتقد جهاز مخابراته

وانتقد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الطرق التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية وبرامج الاستجواب القسرية التي ذكرها تقرير التعذيب الصادر عن الكونغرس الأمريكي.

وأشار بيان للرئيس الأمريكي إلى أن “التقرير يوثق برامج وتقنيات مقلقة حول الوسائل المستخدمة في برامج استجواب المشتبه بهم بقضايا إرهابية في منشآت سرية خارج أمريكا وأن هذه الوسائل لا تتماشى مع قيمنا..”
وأضاف أوباما “هذه الأساليب لم تخدم جهودنا في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وجعلت مهمة متابعة مصالحنا حول العالم أصعب“.

وكان البيت الأبيض أعلن أن التقرير المنتظر حول التحقيق في تقنيات “الاستجواب العنيفة” التي لجأت إليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) بين 2001 و 2009 سينشره مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء مؤكدا انه كان على الدوام مؤيدا لنشره ..

وقال جوش ارنست الناطق باسم البيت الابيض إن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي “أبلغتنا أنها تنوي نشر التقرير غدا“ الثلاثاء.

و يذكر أن التقرير ثمرة تحقيق دقيق استمر ثلاث سنوات (2009-2012) لإلقاء الضوء على برنامج أنشأته سرا وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) لاستجواب أكثر من 100 معتقل يشتبه في صلتهم بالقاعدة خصوصا أسلوب الإيهام بالغرق او الحرمان من النوم.

وأضاف جوش ارنست أن “الرئيس يرى انه من المهم مبدئيا ان ينشر هذا التقرير لكي يفهم العالم في الولايات المتحدة وفي العالم تحديدا ما حصل“.

جدير بالذكر أن التقرير السري تمت الموافقة عليه في جلسة مغلقة من قبل اللجنة في ديسمبر 2012 وصوت أعضاؤها على نشر ملخص من حوالي 500 صفحة بعد محو المعلومات الحساسة ورغم وعد اوباما الذي انهي رسميا هذا البرنامج لدى وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2009، برفع السرية عن التقرير سريعا استمر الإجراء ثمانية أشهر. وكان أعضاء مجلس الشيوخ والبيت الأبيض على خلاف حول حجم المعلومات التي يجب محوها كالأسماء المستعارة لعملاء في السي اي ايه آو الدول التي تعاونت في هذا البرنامج السري وعارض عدد من الجمهوريين رفع السرية عن التقرير وإعادة فتح النقاش حول التعذيب والسي اي ايه

للاطلاع على التقرير الأصلي بنسخته الإنجليزية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.