الغموض حول حريق قطار الحرمين في جدة.. هل من شبهة فساد؟

الجريدة نت2 أكتوبر 2019
الغموض حول حريق قطار الحرمين في جدة.. هل من شبهة فساد؟

لم تخمد نيران الحريق التي أتت على مشروع قطار الحرمين حتى تعالت أصوات من داخل السعودية عن وجود شبهة فساد واختلاس وتبديد أموال تسببت في هذا الحريق الضخم لأبرز مشاريع المملكة.

وتداول المستشار القانون
ي محمد صادق، سلسلة من التغريدات عبر حسابه في موقع “تويتر” يؤكد فيها أنه تقدم للنيابة العامة السعودية في 2018 ببلاغ مرفق بوثائق؛ عن سرقة ما لا يقل عن ملياري ريال سعودي من مشروع قطار الحرمين بمكة المكرمة وجدة.

ويكشف صادق، الذي تفاعل معه السعوديون عبر “تويتر”، أن هناك تزويراً في ميزانيات مشروع القطار، وسرقة مستودعات، ومعدات غير مطابقة للمواصفات استوردتها الجهة الرسمية المسؤولة عن المشروع.

وتساءل صادق عن أجهزة استشعار الحريق، والإنذار، والتبريد، داخل صالات سفر مشروع الحرمين، لكونه من المشاريع العملاقة.

ويقول: “بعد تقديم المستندات، النيابة العامة بجدة قامت بتهديدي وطردي بعد إلقاء القبض على المجرمين، وقاموا بحفظ المحضر وإخلاء سبيل المتهمين، وذلك موثّق بالصوت والمستندات”.

الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار”، بشار المالك، رفض التعليق حول وجود شبهة فساد في عمل محطة القطار التي جاء الحريق عليها، خلال مقابلة له على قناة “العربية”.

وقال المالك: “لجان التحقيق ستعمل في استقلالية كاملة، ولا تعليق حول المستندات التي يقول عنها صادق”.

السعوديون دشنوا عبر موقع “تويتر” وسماً حمل اسم “التحقيق بفساد قطار الحرمين”، لمطالبة الجهات الرسمية بكشف الحقيقة حول غياب إجراءات السلامة، وأجهزة الحريق، والتحقيق في وجود شبهة اختلاس.

زياد الفواز أكد أن الفساد أنهك السعودية، لذلك تجب محاسبة الفاسدين والتشهير بهم أمام الملأ، والتكاتف للقضاء على الفساد.
@a18m68
عبد الله النفيعي كتب في تغريدة له: “أعتقد أنه لو سرق فقير 100 ريال لشهروا به ولحاكموه، ولكن الكبار يحترمون بعضهم حتى لو كانوا لصوصاً، الغريب المناقصة لشركة (سعودي أوجيه) ابحث عن الشريك؟!”علي الشهري قال في تغريدة له عبر وسم “التحقيق بفساد قطار الحرمين”: “إذا لم تستحِ فقل ما تشاء، متى المسؤول عندنا يعترف بخطئه؟ إلى متى هذا الفساد؟!!”.
تحقيق رسمي

بعد الحريق الذي التهم أكبر مشروع سعودي خرج أمير منطقة مكة، الأمير خالد الفيصل، الاثنين، ليعلن تشكيل لجان للتحقيق في حادثة الحريق، مؤكداً أن نسبة الأضرار لا تزال غير محددة جراء هذه الحادثة.

وقال أمير مكة خلال زيارته موقع الحريق: “صدرت عدة أوامر بتشكيل عدة لجان، وزارة الداخلية تحقق وإمارة منطقة مكة المكرمة تحقق، ونحن ننتظر نتائج هذه التحقيقات واللجان”.

وأضاف الفيصل أنه سترفع نتائج التحقيقات للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مشدداً على أن “القضية كبيرة وليست بالسهلة”، متابعاً: “لا بد من التحقق مما حدث بالفعل ولماذا حدث”.

وأكد أمير مكة عدم وجود نسبة محددة للأضرار الناجمة عن الحريق، حيث لا تزال الجهات المعنية في طور إحصاء هذه الأضرار، مع وجود تطورات جديدة في الحريق تحدث كل يوم.

وكشف أن سقف المحطة “لا يزال يتهاوى”، في حين أن الطابقين الأرضي والأول سليمان، مع تضرر الطابق الثاني وسقف المحطة بشكل كبير، مبيناً أنه لا يستطيع أن يوقف أي شخص دون سبب “واضح”.
مراحل المشروع

“الخليج أونلاين” بعد بحث حول المشروع وبدايته وجد أنه يتكون من ثلاث مراحل؛ أولها الأعمال المدنية والأرضية، وخلالها تم إنشاء 138 جسراً، و850 عبّارة، مع إزاحة 150 مليون متر مكعب من الرمال والصخور لتمهيد المسار.

ورست المرحلة الأولى لهذا المشروع على مجموعة لشركة “الكونسورتيوم” الإسبانية، وشركتين من السعودية، بموجب عقد وصلت قيمته إلى 6.7 مليارات يورو (7.11 مليارات دولار).

وتمثلت المرحلة الثانية للمشروع في بناء المحطات، وقد رست على شركتي “بن لادن” السعودية، و”سعودي أوجيه” التي كانت مسؤولة عن المحطة التي شهدت الحريق.

وبموجب العقد قامت شركة “بن لادن” ببناء محطتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، في حين تولت شركة “سعودي أوجيه” مهمة تنفيذ محطة السليمانية بجدة، بالإضافة إلى محطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بالمشاركة مع شركة “السيف”.

وبعد إتمام تنفيذ 60% من المشروع توقفت شركة “سعودي أوجيه” عن إكمال المشروع؛ لأسباب خاصة بها في تنفيذ محطة السليمانية بجدة.

وشملت المرحلة الثالثة بناء الخط الحديدي، وتوريد أنظمة الإشارات والتحكم والتذاكر والاتصالات، وتصنيع القطارات، والتشغيل والصيانة لمدة 12 عاماً، وذلك من خلال تحالف إسباني متخصص في القطارات السريعة.
تفاصيل المشروع

ومشروع الحرمين هو عبارة عن سكة حديد كهربائية، تربط بين منطقتَي مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسافة يقطعها المسافر خلال 120 دقيقة مروراً بمحافظة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية بطول 450 كم.

وتصل الطاقة الاستيعابية للمشروع إلى 60 مليون مسافر سنوياً، وسرعة تشغيلية تصل إلى 300 كم/ساعة، وتكلفة إجمالية 63 مليار ريال سعودي.

ويضم المشروع أسرع قطار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتكون من 35 قطاراً، وكل قطار يحتوي على 13 عربة، وتبلغ سعة كل قطار 417 مقعداً، وله خمس محطات: محطتان في مكة والمدينة، ومحطة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومحطة في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وأخرى في حي السليمانية في نفس المحافظة.

ويعد مشروع قطار الحرمين السريع أحد أضخم مشاريع النقل في الشرق الأوسط، وهو أحد العناصر المهمة في برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية في السعودية ضمن رؤية السعودية 2030؛ المهددة بالفشل بسبب الانتكاسات التي تضرب مشاريعها، وآخرها الحريق الضخم لهذا المشروع.

ويهدف المشروع إلى توفير وسيلة تنقّل سريعة وآمنة بين المدن التي يمر بها المشروع بصورة تضمن سلامة وراحة الركاب والمسافرين من المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين، إلا أن الحريق الهائل شكك في درجة الأمان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.