بريطانيا تطالب رعاياها بالمغادرة والصين تجتهد في طمأنة الجميع

الجريدة نت4 فبراير 2020
بريطانيا تطالب رعاياها بالمغادرة والصين تجتهد في طمأنة الجميع

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد الذي انتقل من الصين إلى 24 دولة لا يمثل بعد حالة «وباء عالمي»، في وقت أدى الفيروس الذي يسبب التهاباً رئوياً إلى وفاة 425 شخصاً حتى الآن في البر الصيني، وتفوق بذلك على فيروس(سارس) الذي انتشر في عامي 2002 و2003. وغالبية الوفيات سجلت في محافظة هوباي (وسط) الصين.

وقالت سيلفي بريان رئيسة إدارة مكافحة الجوائح والأمراض الوبائية في المنظمة للصحافيين في جنيف«حاليا لسنا في حالة وباء عالمي».لكنها أضافت «نحن في مرحلة يعد فيها الوباء متعدد البؤر».

وقالت بريان إنه في الوقت الذي يتم رصد انتقال سريع للفيروس في هوباي، تعد الحالات خارج المقاطعة «حالات انتشار» مع تجمعات متفرقة من حالات العدوى.

وفي نفس الوقت تطبق السلطات في الصين تدابير حازمة لوقف انتشار العدوى فيما اتخذت دول أخرى سجلت إصابات، تدابير لمنع انتشار الفيروس.وأضافت بريان «نأمل أنه بناء على تلك التدابير في هوباي وأماكن أخرى تم تسجيل انتشار إليها، يمكننا وقف العدوى والتخلص من الفيروس».وينتمي الفيروس الجديد إلى عائلة الفيروس المسبب لمرض السارس (المتلازمة التنفسية الحادة) ويتطابقان جينياً بنسبة 80% 

وثبتت إمكانية انتقال الفيروس من شخص لآخر، لكن العلماء ما زالوا يدرسون مدى سهولة انتقاله.

وقالت إن على الأشخاص الذين يعانون من عوارض أن يرتدوا قناعاً واقياً لتفادي نقل المرض للآخرين. وبالنسبة للآخرين، قالت بريان إن «عليهم الانتباه كثيراً، ارتداء القناع لوحده لا يكفي لحمايتهم تماماً».

وأضافت «لذلك يجب غسل اليدين بانتظام، لأن الخطر في الواقع هو أن الناس يلمسون أسطحاً ملوثة بالمرض ثم يلمسون أعينهم والقناع الذي يرتدونه. ولا يوفر القناع بهذه الحالة حماية فعلية».

مغادرة

في الأثناء طالبت الحكومة البريطانية، جميع رعاياها بمغادرة الصين لتجنب خطر الإصابة وقال وزير الخارجية دومينك راب، في بيان، إن «سلامة وأمن الشعب البريطاني ستبقى أولويتنا»، مضيفاً:«لذلك، نطالب جميع البريطانيين في الصين بمغادرة البلاد إذا استطاعوا، لتقليص خطر إصابتهم بالفيروس».

وجاء في تحديث لمنشور السفر الذي يصدره مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث أن طواقم العمل الرئيسية اللازم تواجدها لإتمام العمل ستبقى في سفارتها وقنصلياتها بالصين، ما سيحد من قدرتهم على مساعدة البريطانيين.

جهود

وكثفت الصين جهودها الدبلوماسية لطمأنة الدول في مختلف أنحاء العالم بأنها قادرة على السيطرة على تفشي الفيروس.وذكرت بيانات لوزارة الخارجية الصينية، نشرت على مدار الأحد والثلاثاء، أن عضو مجلس الدولة وانغ يي تحدث مع وزراء خارجية 7 دول منها ألمانيا وماليزيا والسودان والسعودية خلال الأيام الماضية.

وجدد وانغ خلال الاتصالات التأكيد على أن الصين واثقة من قدرتها على السيطرة على انتشار الفيروس وعارض في بعض الحالات فرض قيود على السفر.ونقل بيان نشرته الصين،امس، عن وانغ قوله لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود «أوصت منظمة الصحة العالمية الدول صراحة بعدم فرض قيود غير ضرورية على السفر والتجارة».

وأضاف «أعتقد أن السعودية ستقف دوماً إلى جانبنا في المعركة ضد الوباء. الوباء شيء مؤقت، وتعاوننا وصداقتنا شيء طويل الأمد».وعلقت عدة شركات طيران رحلاتها إلى الصين كما فرضت بعض الدول منها الولايات المتحدة وسنغافورة قيوداً على الأجانب الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة. وانتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ الولايات المتحدة، داعية واشنطن إلى «الامتناع عن المبالغة في رد الفعل» والتعاون مع الصين للسيطرة على تفشي الفيروس.

وتمكنت الصين من تشييد مستشفى ميداني خلال 10 أيام لاستقبال مرضى الفيروس في ووهان، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة في هذه المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي الفيروس.

وأقبل الصينيون بحماسة على بناء هذه المنشأة التي تتسع لنحو ألف سرير، حيث بثت القنوات التلفزيونية عبر الانترنت مباشرةً ولمدة 24 ساعة يومياً انكباب 4 آلاف عامل مع معدات الحفر لإنهاء العمل.

ووضعت المنشأة التي منحت اسم «هيوشنشان» تحت سيطرة الجيش، وهي واحدة من مستشفيين مجهزين مسبقاً تقرر تشييدهما بهدف تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية في هذه المدينة الكبيرة التي يقطنها 11 مليون شخص، والتي تواجه تدفقاً غير اعتيادي من المرضى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.