الغزواني يهاجم “سياحة النخب” خارج البلاد: اقضوا عطلَكم في موريتانيا!

A handout picture provided by the Saudi Royal Palace shows Mauritania's President Mohammed Ould Ghazouani attending the second edition of the summit of the Green Middle East Initiative, held on the sidelines of the COP27 climate conference at Egypt's Red Sea resort city of Sharm el-Sheikh on November 7, 2022. (Photo by BANDAR AL-JALOUD / Saudi Royal Palace / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / SAUDI ROYAL PALACE / BANDAR AL-JALOUD" - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

في خطوة لافتة، وجّه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، دعوة صارمة إلى أعضاء حكومته وكبار المسؤولين لقضاء عطلتهم الصيفية داخل البلاد، معتبرًا أن سفرهم وأسرهم إلى الخارج “سلوك غير مناسب” يعطي صورة سلبية عن موريتانيا.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، عبّر الغزواني عن رفضه المتكرر لهذا النمط من السلوك، معتبرًا أن استمراره يُوحي بأن البلاد لا تملك ما يُستحق الزيارة، وهو ما يتنافى مع الجهود المبذولة لتحسين صورتها وتعزيز الانتماء الوطني. ودعا المسؤولين إلى أن يكونوا قدوة في هذا المسعى، عبر تمضية عطلاتهم في ربوع وطنهم ومع عائلاتهم.
وتتزامن دعوة الرئيس مع انتقادات حادة طالت مظاهر الترف والتملك العقاري الخارجي في أوساط بعض المسؤولين. فقد كشف الصحفي الخليل ولد أجدود، المقيم في الرباط، عن إقبال مثير لكبار الموظفين على شراء شقق فاخرة في جزر الكناري ومدن مغربية عقب “طفَرات مالية مشبوهة”، مؤكدًا أن الظاهرة تمتد من إسبانيا إلى مدن مثل الرباط والدار البيضاء وأكادير.
وتعيد هذه التوجيهات إلى الأذهان مبادرة مماثلة للرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في تسعينيات القرن الماضي، والتي لاقت حينها تجاوبًا لافتًا داخل النخبة السياسية، حتى تحوّلت إلى سلوك جماعي شمل بناء منازل في المناطق الأصلية للمسؤولين.
وفي دعم واضح لتوجه الغزواني، أعلن رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل، محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، عن انخراط القطاع الخاص في الحملة، داعيًا الفاعلين الاقتصاديين لتشجيع موظفيهم على قضاء عطلهم في الداخل. واعتبر أن الأمر يمثل فرصة حقيقية لتحفيز الدورة الاقتصادية، وتنشيط السياحة، ودعم التنمية المحلية، لكنه ربط نجاح الخطوة باستثمارات جدّية في البنية السياحية والخدمية.
وتأتي هذه الدعوة وسط تراجع في أعداد السياح الأجانب إلى موريتانيا، والتي لا يتوقع أن تتجاوز هذا العام خمسة آلاف زائر، مقارنة بعشرين ألفًا قبل جائحة كورونا، رغم ما تزخر به البلاد من إمكانيات سياحية فريدة.
ففي الشمال، تحتضن محمية حوض آركين ملايين الطيور المهاجرة وبيئة بحرية نادرة، بينما تقدم حديقة جاولينغ جنوبًا مشاهد طبيعية خلابة من الشلالات والطيور البرية. ومع ذلك، يبقى ضعف البنية التحتية وتراكم آثار الوضع الأمني السابق، أبرز العراقيل أمام تطور القطاع.
غير أن كثيرًا من الموريتانيين اعتادوا بالفعل قضاء عطلتهم في الداخل، خاصة مع حلول فصل الخريف، حيث تنتقل الأسر من العاصمة إلى المناطق الريفية التي تتجدد فيها مظاهر الحياة. ويصف مراقبون هذا التوجّه بأنه فرصة لإحياء ثقافة البداوة المتجذرة في الهوية الموريتانية، وتأكيد للانتماء الوطني في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تعزيز الثقة الذاتية وتنشيط اقتصادها المحلي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.